عالجت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران، الإثنين، ملف العملية الانتحارية المتورط فيها 15 متهما، والتي استهدفت مقر أمن ولاية تيارت، وأسفرت عن مقتل شرطيين، إلى جانب سقوط عدد من الجرحى في صفوف موظفي الأمن، حيث التمست النيابة العامة المؤبد للموقوفين الذين نسبت إليهم جناية المشاركة في ارتكاب أعمال إرهابية ومحاولة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد في حقهم، و20 سنة سجنا نافذا لاثنين آخرين، بتهمة الانخراط في جماعة مسلحة تنشط تحت لواء تنظيم "داعش". وبحسب الوقائع التي تم سردها أثناء جلسة المحاكمة، فإنه بتاريخ 31082017 بولاية تيارت، قام الإرهابي (ب. ع)، وهو شقيق أحد المتهمين الموقوفين، بتنفيذ عملية انتحارية بواسطة حزام ناسف وسلاح رشاش، خلفت مقتل الشرطيين (ع. ب) و(ع. ط)، مع إصابة 5 موظفين من نفس السلك بجروح، منهم امرأة، كما أسفر الانفجار أيضا عن خسائر مادية أضرت بمبنى مقر الأمن الولائي والعتاد الخاص به، وبعد التحريات التي أعقبت الحادث، تم التوصل إلى معرفة هوية عدد من المتورطين في هذه العملية والإطاحة بهم واحدا تلو الآخر، حيث تبين أن الإرهابي المنتحر كان على اتصال بالجماعة التي تمت محاكمتها أمس، والتي كانت تمثل له شبكة دعم وإسناد، قدمت له تسهيلات مكنته من تفجير مقر الأمن المذكور، ويتعلق الأمر بالمدعو (م. م)، (ب. ن)، (ق. ع)، (ت. م)، (ح. ب)، (م. م)، (م. ع)، (م. ع)، (ع. م) وشقيقه (ع. مهدي) و(ج. ح)، إلى جانب أخي منفذ العملية الانتحارية (ب. م). وتوصلت التحقيقات إلى الكشف عن وجود علاقة كانت تربط المتهم (ب. ن) المكنى ب(عبد القادر) بالإرهابي الذي فجّر نفسه، وكذلك أنه كان قد التقى به قبل تاريخ الواقعة عدة مرات في مسكنه وأيضا في المنطقة الغابية المعروفة ب"الرادار" في تيارت، قبل أن يسلمه أحذية من نوع (غوداس) وبعض الألبسة التي طلب منه شراءها لصالح إرهابيين كانوا برفقته، كما جاء في تصريحاته الأولى أيضا أن (ب. ع) كان قد أخبره عن انشقاقه عن مجموعة الونشريس لتنظيم القاعدة، ورغبته في مبايعة "داعش"، والذهاب إلى ليبيا، ليقوم هو بالاتصال عبر تطبيق (بال توك) بشخص يدعى (أبو عبيدة)، ليساعده في ذلك، ليقترح عليه هذا الأخير عبر ذات التقنية الاتصال بجماعة في سوريا، حتى تمكنه من ربط علاقة مع سرية الغرباء في الجزائر. وبعد تكثيف التحريات، تبين أن أبا عبيدة الذي يقطن في منطقة البرواقية، هو نفسه المتهم (م. م)، الذي قام بربط اتصالات عبر تطبيقي بال توك والتليغرام مع العديد ممن يسمون بالمناصرين، والعمل على تجنيدهم عبر الإنترنيت وتدريبهم على تحضير المتفجرات، ما مكنه من رصد بعض الأهداف الأجنبية لفائدة ذات التنظيم الإرهابي عن طريق تصوير مواقعها، ودائما حسب تصريحات المدعو (م. م) أمام الضبطية القضائية، قال إنه طلب من المسمى (أبو حمزة) إرسال فيديو يظهر مبايعة الإرهابي (ب. ع) قبل تنفيذه عملية تيارت، كما ظهرت من خلال ذات التطبيق العديد ذئاب منفردة أخرى، وهي تتصل بالمسمى (م. م) من الجزائر، ويتعلق الأمر ب (م. ع)، الذي ألقي عليه القبض في مدينة مسعد، و(ج. ح)، القاطن بنقاوس في ولاية باتنة، ليتم من خلال الخبرة العلمية الكشف عن باقي المتهمين والقبض عليهم تباعا، لكن خلال المحاكمة حاول كل واحد من هؤلاء صد التهم الموجهة إليهم وإنكار علاقتهم بالجماعة الإرهابية وبحادثة تيارت.