انتقدت تشكيلات وأحزاب سياسية تأخر السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في تنصيب المندوبيات الولائية والبلدية بعد مرور 18 يومًا من استدعاء الهيئة الناخبة، وحذّرت من تأثير هذا التأخر على نزاهة العملية الانتخابية، بسبب عدم جاهزية السلطة لتأطير الاستحقاقات المقبلة، الأمر الذي سيسمح بتدخل الإدارة – حسبهم-، وهو ما ترجمته البرقية الأخيرة لهيئة محمد شرفي، حينما طالبت بالتنسيق مع ولاة الجمهورية في تنصيب مندوبيات السلطة. رغم تبريرات السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بكون التأخر في تنصيب مندوبياتها على المستوى البلدي والولائي لن يؤثر على سير العملية الانتخابية ولا على نزاهتها، كون المرحلة الحالية لا تحتاج الإسراع في تنصيبها، إلا أن الأحزاب السياسية المعنية بالتشريعيات المقبلة ترى عكس ذلك، معتبرة ذلك مؤشرا على عدم جاهزية سلطة شرفي للموعد الانتخابي، وهو ما ذهب إليه رئيس مجلس شورى جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف الذي فتح النار على السلطة المستقلة، محذرا إياها من خطورة التعامل مع الإدارة، لما يحمله من تأويلات بخصوص نزاهة العملية الانتخابية، والأمر ذاته بالنسبة للتأخر في تنصيب المندوبيات البلدية والولائية والتي اعتبرها بن خلاف مؤشرا على عدم جاهزية السلطة لتنظيم التشريعيات المقبلة، متسائلا تصريح ل"الشروق" عن سبب تأخر السلطة الوطنية في تنصيب المندوبيات البلدية والولائية خاصة أن البرقية الأخيرة التي أصدرتها السلطة نصت فقط على تنصيب 34 مندوبية في انتظار باقي المندوبيات البالغ عددها 24 مندوبية ولائية، رغم مرور أكثر من نصف شهر من استدعاء الهيئة الناخبة، على حد قوله. بالمقابل، تساءل محدثنا عن مصير المندوبيات البلدية التي لم تنصب منها واحدة من أصل 1541 مندوبية إلى غاية اليوم، الأمر الذي من شأنه – يضيف بن خلاف – التأثير على سير العملية الانتخابية ويسمح بتدخل الإدارة، بل ذهب بعيدا في انتقاداته عندما تساءل عن الهدف من إشراك الولاة في تنصيب مندوبيات السلطة المستقلة، وهو ما حملته البرقية الأخيرة التي بعثت بها السلطة لمنسقيها على المستوى الولائي. وهو نفس ما يؤكد عليه القيادي وعضو المكتب الوطني لحركة مجتمع السلم، عبد العالي حساني، الذي يرى أن تأخر السلطة الوطنية للانتخابات في تنصيب المندوبيات على المستوى البلدي والولائي دليل على عدم جاهزية السلطة لتنظيم الموعد الانتخابي، مشيرا في تصريح ل" الشروق" إلى أن التأخر في تنصيب المندوبيات سيدفع بالإدارة للتدخل، وهو ما ترفضه حمس وحذرت منه في العديد من المناسبات. وحسب القيادي في حمس، فإن السلطة الوطنية لم تتفاعل بالشكل الجيد مع الأحزاب السياسية، والدليل وجود بعض المندوبيات التي لم تقم لحد الساعة بتسليم الأحزاب استمارات الترشح قائلا: "نحن مقبلون على عملية انتخابية واسعة تتطلب جهدا كبيرا من قبل السلطة كي تكون في مستوى هذا الحدث". من جانبه، يؤكد القيادي في حزب جيل جديد، حبيب براهمية، في تصريح ل"الشروق" أن حزبه إلى حد الساعة لم يواجه أي عراقيل مع السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات التي تشرف على العملية الانتخابية، مشيرا إلى أن "سلطة" شرفي مطالبة بالإسراع في تنصيب المندوبيات الولائية والبلدية كي لا تترك الشك لدى الأحزاب السياسية والمترشحين الأحرار، وتؤكد على نزاهة العملية الانتخابية.