عزفت فرقة موسيقية ألمانية روائع سيمفونية لكل من بيتهوفن وبرامس، في أول ظهور لفرقة موسيقية أوروبية في إيران منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، في الوقت الذي حرص فيه أفراد الفرقة من النساء على ارتداء أغطية للرأس. وبحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، فإن آلاف الإيرانيين الذين حصلوا على فرصة مشاهدة الحفل الذي عقد في العاصمة طهران استمتعوا بالعزف الحي لتلك الموسيقى الغربية التي قدمتها فرقة "أوركسترا أوزنابروك"، التي تضم نحو 60 عازفًا وعازفة من ألمانيا، مساء الأربعاء والخميس الماضيين. "لقد كان أمرا رائعا"، بتلك الكلمات وصف شاروخ بورمايمن - شاب موسيقي إيراني - الحفل معربا عن أمنياته في "تكرار مثل هذه العروض لفرق موسيقية أخرى، كالجاز والروك. أما سارة شيكارابي (23 عاما) – طالبة بمعهد موسيقى – فقد تحدثت بسرور بالغ عن الحفل: "لقد كان فرصة حقيقة بالنسبة لي ولزملائي، للتعلم من هذا العزف الحي، الذي تقدمه فرقة أوركسترا حقيقية". وقدمت "أوركسترا أوزنابروك" في عرضيها الموسيقيين، اللذين شهدا إقبالا واسعا، ثلاث سيمفونيات لبيتهوفن، والسيمفونية الرابعة لبرامس، إضافة إلى عدد من المقطوعات لعازفين عالميين آخرين. وكانت الفرقة الألمانية قد زارت كلا من مصر ولبنان وباكستان قبل إيران؛ بهدف مد جسور ثقافية مع دول إسلامية. ليس له أبعاد سياسية من جانبه، صرح المدير الفني للأوركسترا الألمانية، ميشيل دراير قائلا: "حضورنا إلى إيران ليس له أي أبعاد سياسية.. نؤمن بأن الموسيقى لغة تجمع كافة شعوب الأرض.. أردنا أن نوصل رسالة بأن هناك خطوط تواصل أخرى بين الشعبين الألماني والإيراني". وتابع دراير، في مؤتمر صحفي عُقد في "بيت الموسيقى" بطهران: "تجري نقاشات حادة في ألمانيا حول تصريحات الرئيس الإيراني (نجاد)، خاصة فيما يتعلق بالهولوكوست ( المحرقة النازية)، وبعض القضايا الأخرى، ولكن هذا الجدل والنقاش لا يعنيني، وإن كان قد جعل من طريقنا إلى إيران صعبًا". أما هرمان بومر - قائد الأوركسترا - فقد أشار إلى أن الفرقة واجهت العديد من الصعوبات عند إعلان نيتها زيارة إيران، ومنها إلزام العازفات بتغطية رءوسهن، إلا أنه أكد أن هذه العقبات لم تمنع أعضاء الأوركسترا من المضي قدمًا فيما عزموا عليه. جدير بالذكر أنه من غير المألوف أن تقدم فرق موسيقية غربية عروضا لها في الجمهورية الإسلامية، إلا أن "أوركسترا أوزنابروك" قدمت إلى إيران، ضمن جولة موازية قامت بها فرقة "أوركسترا طهران" بألمانيا قبل نحو عام. وفي التسعينيات من القرن الماضي، سمح الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي للإيرانيين بالاستماع إلى الموسيقى الغربية، إلا أن خليفته الحالي أحمدي نجاد، الذي تولى السلطة عام 2005 حظر على محطات الإذاعة والتلفزيون بث الموسيقى الغربية. وأف