نفذت إدارة مولودية الجزائر تهديداتها وقاطعت داربي اتحاد الحراش، الإثنين، بملعب المحمدية ضمن الجولة الأخيرة من الرابطة المحترفة لكرة القدم، بعد رفض هيئة الرئيس محفوظ قرباج تغيير مكان إجراء المباراة، ما سيجعل المولودية معرضة لخصم ثلاث نقاط من رصيدها وتسليط غرامة مالية على إدارة الفريق قدرها 100 مليون سنتيم، إلى جانب خسارة لقاء الحراش على البساط وحرمان النادي من حقوق البث التلفزي لهذا الموسم، على حسب المادة 84 من قانون العقوبات للاتحادية الجزائرية لكرة القدم. تسببت مولودية العاصمة في فضيحة جديدة، حين أقدمت على مقاطعة لقاء الحراش بسبب قرار الرابطة ببرمجة اللقاء بملعب المحمدية بدلا من 5 جويلية الأولمبي. ويأتي هذا بعد فضيحة الميداليات في نهائي كأس الجزائر التي كان بطلها الطاقمان المسير والفني للفريق إلى جانب اللاعبين. وكانت إدارة العميد قد تقدمت بطلب رسمي إلى الرابطة المحترفة بتغيير مكان إجراء الداربي، بالنظر إلى أهمية اللقاء من جهة للفريقين وضرورة احترام القوانين والاتفاقيات المبرمة مع بداية الموسم بإجراء كل الداربيات العاصمية بالملعب الأولمبي من جهة أخرى، وكذا لحفظ سلامة أنصار الفريقين نظرا إلى ضيق مدرجاته التي لا تسع أكثر من 10 آلاف مناصر، لكن هيئة قرباج رفضت طلب الإدارة العاصمية وأصرت على برمجة اللقاء بملعب المحمدية، ما جعل إدارة العميد تقرر مقاطعة اللقاء وتنفذ تهديداتها. وإضافة إلى إدارة الفريق فإن أنصار المولودية بدورهم فرضوا ضغطا رهيبا على رئيس مجلس الإدارة حسين عمروش خلال 48 ساعة الأخيرة، فبعد أن حرموا التشكيلة من إجراء حصتهم التدريبية الأخيرة بملحق 5 جويلية وتجمهرهم أمام مقر النادي بالعاشور، تنقلوا أمس إلى فندق الشيراطون - حضور حوالي 100 مناصر- أين كان الموعد لتجميع اللاعبين قبل شد الرحال إلى ملعب المحمدية. وشددوا من لهجتهم تجاه رفقاء الحاج بوقاش، مهددين إياهم بالجحيم في حال ما إذا قرروا لعب المواجهة ليس خوفا من اتحاد الحراش وأنصاره وإنما للرد على القرارات التعسفية للرابطة في حق فريقهم. الإدارة ترددت كثيرا والقرار اتخذ ساعة قبل موعد اللقاء وترددت إدارة المولودية كثيرا قبل اتخاذ قرار المقاطعة الذي جاء ساعة فقط قبل موعد انطلاق اللقاء الذي كان مبرمجا على الساعة الخامسة مساء، بحيث ومع وصول جميع اللاعبين في حدود الساعة الواحدة زوالا إلى فندق الشيراطون دعاهم المناجير العام عبد النور كاوة لاجتماع طارئ تطرق من خلاله للحديث عن هذا الداربي إذ حاول الرفع من معنويات اللاعبين، دون التأكيد على أي شيء سواء بلعب اللقاء أم مقاطعته، قبل تناول وجبة الغداء، وهنا بقي اللاعبون ينتظرون ببهو فندق الشيراطون لقرابة ساعتين من الزمن وسط فوضى كبيرة وتذبذب في الآراء بين مؤكد للعب المواجهة والعكس، قبل أن يزيل الأمين العام للفريق عطا الله الغموض ويمنح اللاعبين بطاقات غرفهم للصعود دون التنقل لخوض المواجهة، وكان هذا في حدود الساعة الرابعة زوالا. اللاعبون بريئون من قرار المقاطعة من جانب آخر، فإن لاعبي المولودية تبرؤوا من قرار مقاطعة اللقاء، بحيث أكد مهاجم الفريق الحاج بوقاش في تصريح ل"الشروق" أمس، قائلا: "هناك مسؤولون في الفريق، وهم الذين اتخذوا هذا القرار. لو طلب منا لعب المواجهة كنا سنتنقل إلى ملعب المحمدية دون أدنى مشكل". وعلى غرار بوقاش فإن تصريحات متوسط الميدان بلال عطفان سارت في نفس الاتجاه وهو الذي قال في اتصال هاتفي: "نحن بريئون من قرار المقاطعة، إننا مجرد موظفين في شركة العميد ونخضع لأوامر المسؤولين".