استدعت نيابة أمن الدول العليا المصرية رئيس تحرير صحيفة الدستور المستقلة ابراهيم عيسى للتحقيق بعد غد الاربعاء على خلفية تغطية الصحيفة للشائعة التي سرت في مصر خلال الاسبوعين الاخيرين بشان صحة الرئيس المصري حسني مبارك. وقال عضو مجلس نقابة الصحفيين جمال فهمي لوكالة فرانس برس ان "نيابة امن الدولة العليا اخطرت النقابة باستدعاء" عيسى للتحقيق من دون أن توضح اسباب هذا التحقيق. واضاف "لكن مصادر قضائية أبلغتنا انه ياتي على خلفية ما نشر حول شائعة صحة الرئيس رغم ان ما تناولته الصحف في شأن هذا الموضوع كان ضمن حدود الجدل السياسي المتعارف عليه في كل الدول الديموقراطية". وتابع فهمي "نحن نشعر بقلق شديد من بوادر حملة تحريض تستهدف حرية الصحافة يشترك فيها للأسف صحفيون ينتمون للحزب الحاكم على الرغم من ان مواد القانون التي يطالبون بتفعيلها من اهم المواد التي كانت ومازالت النقابة تطالب بالغائها باعتبارها تمثل قيودا خطيرة على حرية التعبير وحرية الصحافة وخصوصا بنود قانون العقوبات التي تتضمن عبارات فضفاضة عن نشر الشائعات الكاذبة واشاعة البلبلة". وقال ابراهيم عيسى لفرانس برس "وصلني الاستدعاء عبر نقابة الصحفيين وانا مندهش لعدة اسباب اذ ان كل الصحف المصرية اليومية الخاصة ثم القومية (الحكومية) تناولت هذا الموضوع". واضاف "لم يتم استدعاء احد غيري رغم اننا كتبنا في الدستور ان صحة الرئيس جيدة ثم طالبنا بان يصدر قصر الرئاسة او وزارة الصحة بيانا يرد على الشائعة ثم انتقدنا عدم صدور بيان يوضح الحقيقة للناس وهذا كله ليس فيه اي مخالفة للقانون". واضاف "ياتي هذا التحقيق بناء على بلاغ مقدم من وزارة الداخلية المصرية وهذا السياق كله يؤكد انا تصفية حساب مع صحيفة الدستور ومعي بسبب كل ما اكتب". وكانت عدة صحف حكومية شنت خلال الايام الاخيرة هجوما عنيفا على الصحف المعارضة والمستقلة التي تناولت الاشاعة المتعلقة بصحة الرئيس المصري وانصب الهجوم خصوصا على صحيفة الدستور التي اتهمتها صحيفة الاهرام شبه الرسمية بانها الناطقة بلسان جماعة الاخوان المسلمين. وطالب بعض رؤساء تحرير الصحف الحكومية بمحاسبة الصحفيين الذين تتهمهم بترويج هذه الاشاعة وتطبيق بنود في قانون العقوبات تجرم اثارة البلبلة وبث اشاعات كاذبة. واكدت قرينة الرئيس المصري سوزان مبارك في مقابلة تلفزيونية الاحد ان زوجها بصحة جيدة مكذبة الشائعات التي تشير الى تدهور صحته، كما دعت الى محاسبة مروجي هذه الشائعات. وقالت السيدة مبارك في مقابلة مع قناة العربية، ان زوجها "زي الفل والحمد لله وبالتالي انشطته ليست متوقفة فالاسبوع الماضي كانت لديه افتتاحات جديدة (..) واجتماعات ولقاءات، فالحمد لله هو بخير". واضافت سيدة مصر الاولى "يجب ان يكون هناك محاسبة. لو كنت انا صحافي او برنامج تلفزيوني او صحيفة اطلق اشاعة مغرضة، يجب ان يكون هناك محاسبة". وكان الرئيس المصري (79 عاما) طلب من مواطنيه في حديث صحافي نشر الجمعة عدم الاهتمام بالشائعات، مشيرا الى انها مبررة فقط باعتبارات سياسية. وقال مبارك لصحيفة "الاهرام" المصرية "لا تهمني الشائعات التي نعرف مصدرها واغراضها"، مطالبا "المجتمع بعدم الاهتمام" بها. وتحدثت شائعات عدة عن تدهور صحة الرئيس المصري ونقله الى المستشفى وسفره الى الخارج للعلاج.