تتردد الشائعات حول مرض ووفاة الرؤساء والزعماء في جميع دول العالم ،ولكنها تكون بكثرة في الدول التي تعاني من غياب الشفافية وحيث النظام يحتكر السلطة. ومنذ مدة تتردد شائعات حول صحة الرئيس الكوبي فيدال كاسترو "81 "بعد أن أقعده المرض جراء عملية جراحية خطيرة، وجعله يسلم السلطات إلى شقيقه راؤول كاسترو . و في ظل غياب المعلومات الدقيقة ،فان الشعب الكوبي لا يعرف بالتحديد حقيقة الحالة الصحية لرئيسه ،وهل سيعود إلى الحكم أم لا ؟ وبعيدا عن كوبا وبالتحديد في مصر ... تكثر الشائعات هذه الأيام حول مرض الرئيس حسني مبارك وحتى وفاته ، وهو ما جعل الرئيس البالغ من العمر 79 عاما يخرج عن صمته ويجري حوارا مع صحيفة الأهرام الرسمية يوم الجمعة ، دحض فيها تلك الشائعات .. مبارك: لا تهمني الشائعات واعرف مصدرها حيث قال " لا تهمني الشائعات التي نعرف مصدرها وأغراضها" ، وطالب "المجتمع بعدم الاهتمام" بها. وحسب ما تناقلته وكالات الأنباء ،فقد تحدثت شائعات خلال الأيام الأخيرة عن تدهور صحة مبارك وانتقاله إلى المستشفى وسفره إلى الخارج للعلاج وحتى عن وفاته. و عن مصدر تلك الشائعات أشار مبارك في حواره للأهرام بأصابع الاتهام إلى جماعة الإخوان المسلمين بقوله : إن التيارات غير الشرعية التي كانت وراء الشائعات الأخيرة لا تريد الاستقرار للمجتمع ولا هدف لها سوى النيل من انجازات مصر وشعبها". و قد نفت الجماعة الاتهام ، وقال الناطق باسم كتلتها النيابية الدكتور حمدي حسن لصحيفة "الحياة" اللندنية إن "هناك من يسعى إلى صب الزيت على النار، والرئيس يعلم أن الإخوان لا يروجون لمثل هذا الكلام". وأضاف قائلا : "لم يعلم أحد بأمر أجازة الرئيس السنوية إلا بعد محاولته نفي الإشاعات التي جاءت إثر اختفائه المفاجئ عن الساحة، وهو أمر لسنا مسؤولين عنه" ..ومن جانبها استغلت الصحف الإسرائيلية شائعات مرض الرئيس المصري وزادت في ترويجها ، محذرة من صعود من تسميهم بالمتطرفين إلى سدة الحكم في هذا البلد الهام . وفي هذا الصدد كتبت صحيفة "معاريف" تقول أن الرئيس مبارك لم يظهر أمام الجمهور منذ أسبوعين، وأنه قد غاب عن شاشة التلفزيون وعن المناسبات العامة، مشيرة إلى أن إسرائيل تتابع بقلق التطورات، وتخشى من حصول انقلاب ضد النظام في مصر يؤدي إلى صعود " الإسلام المتطرف " إلى السلطة .. كما نقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن "النظام المصري الحالي لا يعمل بما فيه الكفاية ضد الإخوان المسلمين، وضد مظاهر التطرف بشكل عام". وتابع المصدر نفسه أن "أي اهتزاز قد يتعرض له استقرار النظام في مصر قد يؤدي إلى إقامة دولة إسلامية سنية متطرفة، تعمل بموجب جدول أعمال مماثل للإسلام المتطرف الشيعي في إيران". كما أشارت الصحيفة إلى أنه خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية الأخيرة، قال نائب رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" إنه "قد حصل في الفترة الأخيرة تراجع في مستوى العمليات المصرية ضد عملية تهريب السلاح إلى قطاع غزة .." وتابع المصدر السياسي الإسرائيلي قوله " إنه من الناحية الاستخبارية، فإن التقديرات الإسرائيلية تقول إنه طالما بقي مبارك ورجاله في الحكم، فإن التوازن الاستراتيجي القائم في الشرق الأوسط سوف يستمر"، وأضاف أن أي تغيير في هذا الاستقرار، مثل ذهاب الرئيس المصري، يعتبر خطيرا بالنسبة لإسرائيل بعدة مفاهيم. ليلى/ل