لم تعد مختلف المخططات التنموية بأغلفتها المالية الضعيفة تجدي نفعا خاصة بالبلديات الريفية على مستوى ولاية بجاية أين أضحى شبح النزوح الريفي يفتك بقرى هذه البلديات في ظل غياب سياسة تنموية ناجعة تعتمد على مراعاة خصوصية وطبيعة كل منطقة ومؤهلات كل بلدية في توجيه هاته المشاريع. ومن بين المناطق بلدية بني جليل التي يتناقص عدد سكانها من سنة لأخرى، بسبب هجرتهم نحو المدينة بحثا عن ظروف معيشية أفضل من تغطية صحية، تعليم وشغل دائم يضمن لقمة العيش. هذه البلدية الواقعة جنوب غرب بجاية تتوسط ثلاث قمم جبلية وهي تازروت، سيدي بوجمعة وسيدي الموهوب وتتميز بمناخ جد قاس في فصل الشتاء، وانبثقت بني جليل عن بلدية اميزور بعد التقسيم الاداري لسنة 1984، التقسيم الذي ساهم - حسب - محدثينا في عزلة المنطقة. حيث تتطلب جميع سبل الوصول الى المصالح الإدارية لاستخراج مختلف الوثائق من المقرات الام، يوما كاملا ومعاناة كبيرة. وبني جليل ذات طابع فلاحي إلا أن نقص الدعم الفلاحي وغياب المسالك الفلاحية جعل سكانها يتخلون عن خدمة الأرض والتوجه للعمل خارج البلدية في مهن أخرى، فعلى غرار البلديات الجبلية فإن مواطني بني جليل يجدون في المشاريع الموجهة إلى بلديتهم فرصة لإنقاذ قراهم من شبح العزلة، وفرصة للحصول على منصب شغل لدى المقاولات التي تتكفل بانجازها. على الرغم من أن هذه المناصب مؤقتة وتنتهي بمجرد انتهاء أشغال الانجاز، في نفس السياق فإن البعض من السكان يطالبون باستغلال طبيعة المنطقة الجبلية وانجاز محاجر من شانها أن تستقطب اليد العاملة المحلية، فإلى جانب نقص فرص العمل ببلدية بني جليل، فإن التغطية الصحية أيضا تعد أهم انشغال لدى السكان الذين يطالبون بتدعيم عيادة البلدية المنجزة سنة 1980 والمتواجدة بقرية تاوريرث مركز البلدية بالوسائل الطبية اللازمة والمؤطرين من أطباء وممرضين كما يطالبون بتدعيم قراهم بقاعات للعلاج. والماء الصالح للشرب هذا إلى جانب انجاز دور للشباب وملاعب جوارية بمختلف قرى ايث جليل على غرار قرية ايث سخر، اغبالة، تيغزرث، تيقمونين ،تاقمة، اخربان وغبرها من القرى ال14المكونة للبلدية.