تسببت الثلوج الكثيفة التي تهاطلت على عاصمة الكورنيش جيجل والتي شملت كل المرتفعات التي يزيد علوها عن (600) متر في شل الحركة على مستوى عشر بلديات جبلية وهي كل من أغبالة، أولاد رابح، برج الطهر، سلمى، إيراقن، بني ياجيس، الشحنة، جيملة وأولاد عسكر . وحتى وإن كانت العزلة التي تسببت فيها الثلوج التي تساقطت على الولاية (18) قد تفاوتت من بلدية إلى أخرى إلا أن وقعها على سكان البلديات المذكورة كان كبيرا حيث وجد الآلاف من هؤلاء السكان أنفسهم مجبرين على المكوث ببيوتهم خاصة أولئك المقيمين بالقرى والأرياف وذلك جراء انسداد أغلب محاور الطريق التي يستعملها هؤلاء السكان للتواصل مع العالم الخارجي أو بالأحرى مع مقرات البلديات التابعين لها ناهيك عن تأخر وصول الآلات المكلفة بإزاحة الثلوج إلى بعض الأماكن البعيدة والتي ظل سكانها محاصرين لعدة ساعات . هذا وقد وجدت بعض البلديات صعوبات كبيرة في التغلب على هذه الوضعية وفك العزلة عن القرى والمشاتي المعزولة وذلك في ظل نقص العتاد المخصص لإزاحة الثلوج وهو مادفع بهذه البلديات إلى طلب المساعدة من حظيرة الأشغال العمومية لعاصمة الولاية التي سارعت إلى تدعيم بعض البلديات المتضررة بكاسحات للثلوج فيما اكتفت بلديات أخرى باستعمال وسائل بدائية على غرار الجرارات لإعادة فتح العديد من المحاور الطرقية التي غطتها طبقات الثلوج والتي بلغ سمكها في بعض المناطق أكثر من (30) سم وهو ما يفسر الصعوبات التي وجدتها هذه الأخيرة في إعادة المياه إلى مجاريها وتخليص سكان القرى والمشاتي النائية من شبح «الملاك الأبيض» الذي تحول من نعمة إلى نقمة بالنسبة لهؤلاء السكان . هذا وقد طرحت الثلوج الأخيرة التي تساقطت على عاصمة الكورنيش أكثر من سؤال حول الاستعدادات الحقيقية وكذا الاحتياطات التي اتخذتها البلديات الجبلية التابعة للولاية (18) لمواجهة مثل هذه الحالات خاصة في ظل الحديث الذي دار خلال الأسابيع الفارطة حول تدعيم هذه الأخيرة بآليات جديدة لفك العزلة وإزاحة الثلوج ، كما طرحت الثلوج الأخيرة أكثر من سؤال حول مدى قدرة البلديات المذكورة ومن ورائها مديرية الأشغال العمومية على الصمود في وجه الظروف المناخية الأكثر قسوة من تلك التي شهدتها جيجل خلال عطلة نهاية الأسبوع سيما وأن ما عاشته المناطق المتضررة ما هو إلا بداية أو بالأحرى مجرد صورة مصغرة عن شتاء هذا العام الذي ينتظر أن يكون ماطرا ومثلجا على غرار شتاء (2005) الذي عزلت ثلوجه بلديات بأكملها لعدة أسابيع وتسببت في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات م.مسعود