القبض على أحد منظمي رحلات "الحراقة" بأرزيو تمكنت نهاية الأسبوع الفارط مصالح الدرك في أرزيو بوهران من إلقاء القبض على أحد مهرّبي البشر ومنظمي رحلات الحراقة نحو إسبانيا، ويتعلق الأمر بالمدعو "ه. ف" البالغ من العمر 25 سنة، في حين مايزال شريكه "ز" م" 20 سنة في حالة فرار. وقد جاء القبض على المتهم المذكور، بناء على شكوى أودعها أحد الشباب الذي اتفق معهما على المشاركة في إحدى الرحلات السرية مقابل مبلغ مالي قدره حوالي مليون سنتيم، وبعد ما تمّ تحديد مكان تسليم المبلغ ووضع اللمسات الأخيرة للرحلة، تفاجأ "الحراق الضحية" البالغ من العمر 20 سنة بالمتهم رفقة شريكه وهما يقومان بالإعتداء عليه جسديا، ثم قيداه إلى مكان معزول في الغابة المحاذية لحي العقيد عثمان في أرزيو، وهناك سرقا منه مبلغا ماليا كان بحوزته ويقدر ب11 مليون سنتيم، كما غطياه برزمة من الحشيش، وتركاه يواجه مصيره. وحسب مصدر أمني مسؤول، فإن الضحية تمكن بعد فترة زمنية قصيرة من فك قيده والتوجه إلى كتيبة الدرك بأرزيو، أين قدّم شكوى ضد المتهمين، وقال أنه يعرفهما جيدا، وبعد تحريات لم تستغرق وقتا طويلا، تمكن أفراد الدرك من القبض على المدعو "ه. ف"، في حين نجح زميله في الفرار. وحسب ذات المصدر، فإنه من غير المستبعد أن يكون المتهم الموقوف، والذي أمر وكيل الجمهورية بإيداعه الحبس المؤقت، أحد المتخصصين في تهجير الشباب نحو إسبانيا، علما أن مدينة أرزيو، تعتبر إحدى النقاط الهامة والاستراتيجية التي تنطلق منها رحلات المهاجرين. وفي السياق ذاته، كانت مصالح الدرك وبالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة في محاربة هذه الظاهرة المتصاعدة، قد كثفت نشاطها مؤخرا، حيث تمّ خلال نهاية الشهر الفارط القبض على شخصين متهمين بتزعم شبكات "تهريب البشر"، أحدهما يدعى "ش.ع م" ويبلغ من العمر 23 سنة، والذي اعتاد تنظيم رحلات للحراقة انطلاقا من شاطئ كاب فالكون مقابل مبلغ 09 ملايين للشخص الواحد، في حين يتكفل هو بتوفير القارب والدليل، أما الشخص الثاني الذي تمّ القبض عليه، فكان يقود شبكة خطيرة لتنظيم رحلات الحراقة على مستوى شواطئ عين الترك والأندلسيات، ويدعى "ق. ع" 32 سنة، والذي كان يحصل على 10 ملايين سنتيم عن كل شخص يشارك في رحلاته. من جانب آخر، كشفت مصالح الدرك عن حصيلة نشاطها خلال شهر أكتوبر الفارط، والذي كان "شهر الحراقة بامتياز"، حيث قال المكلف بالإعلام ل"الشروق"، أنه تمّ توقيف 51 شخصا، بينهم 42 متهما تمّ وضعهم رهن الحبس في حين استفاد الباقون من الإفراج، علما أن هؤلاء جميعا تمّ ربط متابعتهم قضائيا بارتكاب 6 جنح في حين أنهم يستفيدون عادة من الإفراج بسبب الثغرات القانونية التي تساعدهم على تجنّب العقوبة، وبالتالي إعادة المحاولة مرة أخرى، وهو ما كشفته محاضر التحقيق المعدّة من طرف الدرك، حيث أن معظم الموقوفين هم شباب فشلوا في الهجرة نحو إسبانيا سواء بتوقيفهم أو لتعطل محركات قواربهم مما يجعلهم يعيدون المحاولة "لعلهم" يلتحقون بمن نجح في الوصول. قادة بن عمار