لم تخرج الأحداث التي أعقبت مباراة الجزائر وأنجلترا عن سابقاتها في فرنسا، حيث تميزت بإحراق عدد من السيارات والإعلام في مدن مختلفة، إضافة إلى اعتقال جزائريين اثر تشابكهم مع متطرفين يمينيين، وذلك بالرغم من تمكن الأمن الفرنسي من إيقاف تظاهرة ''نقانق ونبيذ '' العنصرية، في حين استغل حزب الجبهة الوطنية المتطرف لصاحبه جو ماري لوبان الوضع للتنديد مجددا بوجود المهاجرين في بلاده. وأشارت وسائل إعلامية فرنسية مختلفة إلى أن الشرطة قد قامت في ليون باعتقال أربعة شبان ليلة الجمعة إلى السبت عقب المواجهة الكروية بين الجزائر و أنجلترا، مبينة أن المواجهات في هذه المدينة بدأت بعد حدوث اشتباكات بين مشجعين جزائريين وشخص ينتمي إلى اليمين المتطرف ،والذي تم إيقافه من قبل عناصر الأمن فيما بعد . وفي منتصف الليل، تطورت الأحداث بعد حدوث ازدحام نحو 300 سيارة على احد جسور المدينة خلال مواجهات بين المشجعين الجزائريين وعناصر الشرطة، ما أدى إلى حرق مجموعة من السيارات ، تم على إثرها اعتقال شابين بالغين وطفل قاصر، تم إطلاق سراحهما أول أمس ليتم إحالتهما على المحاكمة في الأيام القادمة، في حين أن القاصر سيحول إلى مركز الأحداث. وفي منطقة سان ماران بالعاصمة باريس ، تم ليلة الجمعة الماضية حرق أربعة أعلام فرنسية كانت منصبة على معلم تذكري ، إضافة إلى إضرام النار في احد اللافتات التذكارية ،وعلى اثر ذلك قامت بالشرطة بإيداع خمسة شبان تتراوح أعمارهم بين 17 و20 سنة السجن المؤقت ،مع العلم أن ثلاثة منهم ينحدرون من شمال إفريقيا، ويرجح أن يكونوا جزائريين. والمشهد ذاته ، تكرر بحي المونت بمولان بباريس ، أين تم حرق ما لا يقل عن حمس سيارات كانت ملفوفة بالعلم الجزائري، إضافة إلى اعتقال ثلاثة شبان أعمارهم 17 و18 و20 سنة على التوالي ،والذين تم اعتقالهم بعد إضرامهم النار في مرحاض احد القطارات، وقد تم وضعهم قيد التحقيق ،كما تم بمنطقة سان دوني بإحراق العشرات من السيارات، على حد ما أكده احد عناصر الشرطة. وبشارع بلفور بباريس تم إضرام النار في احد الحافلات بعد عدم قبول سائقها بتوجيه مسارها إلى شارع ، آخر الأمر الذي تطلب الاستنجاد برجال الإطفاء لإخماد الحريق، وبالشرطة لتفريق عدد من الأشخاص الذين تجمعوا هناك . إلى ذلك، أشارت المصادر ذاتها أن المشتبه بهم في حرق العلم الفرنسي الذي كان منصبا على واجهة بلدية فيلنوف سان جورج، واستبداله بالراية الجزائرية عقب مباراة الجزائر وسلوفينيا التي جرت الأحد الماضي سيتم محاكمتها بداية شهر جويلية القادم. ووسط هذه الأحداث التي يقف وراءها المهاجرون ، خاصة الجزائريين منهم الذين يريدون التعبير من خلالها عن معاناتهم في بلد يتشدق باحترام حقوق الإنسان، نظم أمس حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الذي يتزعمه جون ماري لوبان احتجاجا ندد فيه بحرق العلم الفرنسي واستبداله بالعلم الجزائري ،معتبرا أن ذلك بمثابة إهانة جديدة لرموز الهوية الوطنية الفرنسية. وتجدر الإشارة إلى أن حزب لوبان كان قد صمم ملصقة إعلانية خلال حملة الانتخابات المحلية الأخيرة مستفزة ومهينة للعلم الجزائري، إضافة إلى أنه وجه انتقادات لكل من لاعبي المنتخب الفرنسي ابيدال وريبيري كون زوجتيهما جزائريتين، وقال إن الحديث عن فضيحة ريبري مع الجزائرية زهية رفقة بن زيمة هو دعاية مجانية من قبل وسائل الإعلام الفرنسية للجزائر، لكن ماذا سيقول لوبان المتطرف عندما سيسمع مدرب الديكة ريموند دومينيك يدعو لاعبيه إلى أخذ ما قام به المنتخب الجزائري ضد الانجليز كمثال وقدوة لتحقيق تأهل الزرق للدور الثاني من المونديال.