إختفى أكثر من 11 شابا منذ حوالي شهر في "ظروف غامضة" من مناطق متفرقة بولايتي المدية و البليدة ، تتراوح أعمارهم بين 16 و 25 سنة و أغلبهم شباب ملتزمين . وتشير تحريات أولية إلى إلتحاقهم بالجماعة الإرهابية النشطة بجبل شاون بمرتفعات المدية المحاذي لبلدية "دراق" و هي جماعة تابعة لتنظيم "الجيا" . و كشفت مصادر على صلة بالملف ل"الشروق اليومي " أن هناك تنسيق بين جماعتين تنشط الأولى بالمنطقة المسماة "خربة السيوف" التابعة إقليميا لبلدية دراق بالمدية و تنشط الجماعة الثانية بحي "بن عاشور" الواقع جنوب ولاية البليدة تقومان حسب المعلومات المتوفرة لدى "الشروق " بحملة لتجنيد شباب للإلتحاق بالعمل المسلح حيث تتكفل جماعة "خربة السيوف" بالإتصال بالشباب الراغبين في الإلتحاق بالنشاط الإرهابي و تحويلهم إلى جماعة "بن عاشور" التي تضمن لهم الإيواء و الإطعام لمدة أسبوعين يتلقون خلالها "تكوينا" قبل نقلهم إلى معقل الجماعة الإرهابية التي تفيد التحقيقات الأولية أنها تنشط بمرتفعات المدية على الحدود مع البليدة و تؤكد مصادرنا أنها تضم بقايا تنظيم "الجيا" الذي كان ينشط في منطقة المتيجة . و يسعى التنظيم الإرهابي حاليا للعودة إلى النشاط في معاقلها السابقة بتجنيد عناصر جديدة و شابة حيث تراهن على أبناء الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم في سنوات سابقة أو في أوساط الشباب الملتزمين بإستغلال حماسهم و إندفاعهم و كذلك التائبين حيث تم تكثيف الإتصالات بهم في الأشهر الأخيرة . و تشير المعطيات المتوفرة أن أحد الشباب المدعو (ب. مسعود) البالغ من العمر 22 عاما من خربة السيوف بالمدية كان قد تنقل إلى بيت والده الواقع بحي بن عاشور بالبليدة قبل أن يختفي في ظروف غامضة و قام والده بإيداع شكوى لدى مصالح الأمن مدعيا أنه قام بالإستيلاء على مبلغ 30 مليون سنتيم من البيت قبل فراره لكن شكوكا إنتابت المحققين على خلفية أن الوالد لا يمكن أن يتوفر على هذا المبلغ بالنظر لإمكانياته المحدودة و ظروفه الإجتماعية المتدنية لكنه" تحجج بسرقة المال للإبلاغ عن إختفاء إبنه و عدم إثارة الشكوك" و أفادت شهادات محلية متطابقة أن الشاب كان ملتزما و كثير الحديث عن العمل المسلح خلال جلساته مع رفقائه الذين كان يناقشهم مرارا حول العمليات الإرهابية . وفي سياق متصل ، قالت مصادر "الشروق" أن 3 شباب من خربة السيوف بالمدية تتراوح أعمارهم بين 17 و 19 سنة قد إختفوا في "ظروف غامضة" منذ حوالي أسبوعين و يتردد أنهم إلتحقوا بالإرهابيين الذين ينشطون بجبل شاون بالمدية بمحاذاة بلدية دراق ، و سبق أن سجل أيضا "إختفاء" 7 شباب من حي أولاد بن حيان بولاية البليدة لم يظهر لهم أثر و لا تتجاوز أعمارهم 16 إلى 25 عاما و كان هؤلاء أيضا "ملتزمون دينيا"و كانوا يترددون كثيرا على "الإجتماعات "التي كانت تعقد في أحد المنازل بحي بن عاشور و كانت ،حسب معلوماتنا " تدور حول دروس ضرورة الجهاد و تجنيد المسلحين. و توصلت تحريات قامت بها "الشروق" حول هذا الموضوع إلى أن أغلب اللقاءات كانت تتم بالسوق الشعبي بأولاد يعيش بالبليدة لعدم إثارة أية شكوك لدى مصالح الأمن و كان هذا السوق نقطة لقاء "المجندين" القادمين من ولاية المدية و لم تتسرب أية معلومات من أجهزة الأمن حول هذه لإختفاءات الغامضة التي يجري التحقيق فيها لكننا علمنا أن المقاومين (المدنيون المسلحون) مدعمين بأفراد الأمن بالزي المدني لترصد تحركات الغرباء عن الأحياء المشبوهة خاصة حي بن عاشور حيث تحوم شكوك حول بعض التائبين الذين يستقرون بشكل كبير في هذا الحي الذي كان مسرحا لمجزرة في التسعينات و هؤلاء تم الإفراج عنهم في إطار تطبيق ميثاق السلم و المصالحة الوطنية و قبلها قانون الوئام المدني و هؤلاء تم توقيفهم في إطار كمائن و إشتباكات و لم يسلموا غالبا أنفسهم . و يرى مراقبون للشأن الأمني أن هؤلاء الشباب إلتحقوا بتنظيم "الجيا" بعد أن سعى "بقاياه" لتفعيل الشبكات النائمة و العودة للنشاط بتجنيد صفوفه بشباب أيتام أو من والدين منفصلين ، يعانون من الفقر و البطالة و الإقصاء و مشاكل عائلية و ناقمين على ظروفهم ليتحولوا إلى الإلتزام قبل إستغلالهم من طرف شبكات "الجيا" ، و إستبعد هؤلاء إلتحاقهم بتنظيم "الجماعة السنية للدعوة و الجهاد "تحت إمارة لسلوس المدني المدعو "عاصم" الذي ينشط بمحور المدية ، تيبازة ، عين الدفلى ، إلى غاية تيسمسيلت و كان قد أعلن إلتحاقه بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " و إعتبروا توقيف إرهابيين قبل أسبوعين بوسط مدينة المدية و إغتيال 3 جنود و إصابة ضابطين بجروح خلال كمين جماعة إرهابية بأعالي الحمدانية بالمدية خلال إقتياد أحد الإرهابيين الموقوفين من طرف أفراد الجيش لدلهم على الملاجىء "مؤشرا على عودة " الجيا" للمنطقة و النشاط" . و إستبعد متابعون للشأن الأمني أن يكون هذا التنظيم جماعة مسلحة جديدة كما تردد في بعض الأوساط و أكدوا أن "الجيا" تراهن على شباب رافض لمنهج "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " و أسلوب العمليات الإنتحارية لكنه ميال للعمل المسلح و يوظف "بقايا الجيا" هذه الورقة لإقناع هؤلاء بالإلتحاق بصفوفهم و "الجهاد" و خاصة و أنهم ملتزمون حديثا .و لا يملكون أدنى خبرة و لم يكونون متورطين في أعمال إرهابية أو دعم و إسناد إرهابيين كما أنهم لم يكونوا من المتحمسين للإلتحاق بالمقاومة العراقية مثل العديد من المجندين الذين حولتهم "القاعدة" لمعاقلها مما جعل إختفاءهم مفاجئا. نائلة.ب المقال في صفحة الجريدة pdf