قال نسيم دحوش لاعب وسط فريق مولودية بجاية بأنه يتحوّل في شهر رمضان إلى إنسان كسول يغضب أحيانا وينام كثيرا، كما كشف بأنه لا يجيد الطبخ ولا يساعد الزوجة والوالدة في أعمال البيت، ولكنه ينتظر مائدة الإفطار بشغف، كما يقول دحوش أيضا بأن التدريبات في شهر رمضان تتعبه كثيرا: كيف هي الأحوال نسيم في شهر رمضان؟ الحمد لله، والأمور تسير في ظروف عادية رغم أثار الصيام، خاصة وأن درجات الحرارة معتدلة نسبيا.
معنى ذلك أنك لا تشعر بالجوع والعطش لما تتدرب قبل الإفطار.. أكيد أن أيام رمضان تختلف عن الأيام الأخرى خاصة خلال الساعتين الأخيرتين قبل الإفطار أين الجسم يكون في حاجة للطعام والماء، لكن ليس إلى درجة الإحساس بالتعب الشديد، ومن جهتي أنا متعوّد على التدرب في رمضان قبل وبعد الإفطار في الفرق التي لعبت لها وهي شبيبة بجاية، شبيبة القبائل، أهلي البرج ومولودية العلمة ومولودية بجاية.
يبدو أنك وجدت ضالتك في"الموب" بما أنك تحمل ألوانها للموسم الثاني وهذا على خلاف الفرق الأخرى التي لم تمكث فيها طويلا... كنت مناصرا للموب منذ الصغر وفي الفرق التي لعبت لها كنت دائما أتابع مشوارها، أفرح لانتصاراتها وأحزن لمشاكلها، صراحة أحب هذا الفريق وسأعمل مع زملائي في التشكيلة على قيادتها إلى النتائج الإيجابية في بطولة الدرجة المحترفة الأولى.
خطفت الأضواء قبل خمس أو ست سنوات دون أن تبلغ مستوى النجومية على غرار بعض اللاعبين، فهل هذا الفشل مرده سوء الحظ أو شيء آخر؟ هذا قدري، وأنا مقتنع بما وصلت إليه على الرغم من أنني كنت قادرا على بلوغ مستوى أفضل... حملت ألوان فرق جزائرية معروفة واستدعيت للمنتخب الوطني الأول، ولكن لم تمنح لي فرصة البروز أكثر، ضف إلى ذلك لم أجد إلى جانبي في تلك الفترة من يساعدني، وهي ربما العوامل التي حرمتني من بعض الامتيازات ومع ذلك أنا سعيد بما حققته.
من هو الفريق الذي وجدت راحتك فيه؟ تجربتي كانت تقريبا ناجحة مع كل الفرق التي لعبت لها، فشبيبة بجاية تربيت فيها وشبيبة القبائل تألقت وفزت معها بالبطولة موسم 2007/ 2008 وللأسف غادرتها بسبب خلافاتي مع عضو في الطاقم الفني، وفي العلمة عرفت خلال الستة أشهر التي قضيتها فيها أشخاصا محترمين منهم الرئيس هرادة عراس الذي أوجه له بهذه المناسبة تحياتي الخالصة، وسأبقى أعتز بتجربتي مع هذا الفريق المحترم، أما في مولودية بجاية فلم أندم على العودة إليها لأننا أدّينا مشوارا ناجحا موسم 2011 / 2012 وكدنا نحقق الصعود الذي أنجزناه الموسم الماضي والتحقنا بحظيرة الكبار.
لكن الموسم الماضي انتقدت مسيري الموب بشدة وكان التيار لا يمر بينكم أليس كذلك؟ أنا إنسان صريح ولا أختفي وراء الحقيقة... انتقدتهم وكنت على صواب والوقت أعطاني الحق بعد ذلك، لأنهم طلبوا مني العودة، وهو ما حدث بعد مرحلة الذهاب لأنني شعرت بحاجة الفريق إلى خدماتي، فلبيت نداء القلب، كما يقال وتنازلت عن مبلغ مالي هام في العلمة لأن "الموب" عزيزة علي واليوم علاقتي بالمسيرين على ما يرام وهذا هو المهم.
مجموعة من أنصار الموب غير مقتنعين بالانتدابات الجديدة ويتوقعون موسما متوسطا في الدرجة المحترفة الأولى، ما رأيك في ذلك؟ طموحي الشخصي مع الفريق أن تكون لدينا تشكيلة قوية على المدى البعيد تتكون من لاعبين محليين، لننافس الفرق الطموحة على الألقاب، أما فيما يخص الموسم الجديد فيجب على الأنصار أن يصبروا علينا لأن المهمة لن تكون سهلة أمام فرق كبيرة من حيث الامكانيات المادية والبشرية وتستطيع أن تفوز عليك داخل وخارج القواعد ومع ذلك سنحاول فرض وجودنا.
ومن هو المدرب الذي اكتشفك وساهم في المستوى الذي وصلت إليه؟ نور بن زكري منحني فرص التألق في الشبيبة، ساعدني كثيرا وسأبقى أتذكر فضله عليّ مدى الحياة بدليل أن الاتصال بيننا لم ينقطع ولما هتفت له قبل سنتين لحضور حفل زفافي، ردّ عليّ بأنه سيأتي ولو على قدميه، وبالفعل حضر وفرح معي وأنا أيضا سعدت لوجوده إلى جانب العائلة والأصدقاء... نور إنسان رائع.
صراحة... هل تعتقد بأنك نلت حقك في الفرق التي لعبت لها؟ يمكن القول أنني أخذته لأنني غادرت بعض الفرق بمحض إرادتي لأسباب ضد مبادئي...فلما تطلب وثائقك من إدارة فريق أكيد أنك تتنازل عن مبلغ مالي ومع ذلك أقول إنني ربحت لأن مبادئي أفضل من الأموال ومستحيل أن ألعب لفريق تحدث فيه الكثير من الأمور السلبية وأسكت عنها مثلما يفعل البعض.
ماذا منحت لك كرة القدم؟ في كرة القدم عرفت الرجال، زرت العديد من المدن و البلدان...كرة القدم مصدر رزقي ورزق عائلتي، فبالأموال التي حصلت عليها في كرة القدم اشتريت بيتا، تزوجت وأنا اليوم رب عائلة والمهم الصحة كما يقال.
صحيح أنك من هواة النوم في رمضان وتستيقظ ساعة أو ساعتين قبل الإفطار؟ حصتان تدريبيتان في اليوم قبل الإفطار والثانية بعده ليس أمرا هينا ونتعب كثيرا لذا تجدني أخلد للنوم إلى غاية الساعة الرابعة زوالا.
لكن رمضان شهر للتقرب من الله والعمل وليس للنوم هذا أمر مفروغ منه، فالتدريبات أيضا عمل، المهم أنني أصلي الصبح وأحيانا الظهر في وقتهما، لكنني لا أستيقظ في بعض المرات بسبب الإرهاق.
هل تتسوق في رمضان؟ خالي حفظه الله يقوم بالمهمة، وأنا أشتري الأشياء الخفيفة وما تشتهيه نفسي إلى جانب ما تطلبه مني الزوجة.
وهل أنت شديد الغضب في رمضان؟ من طباع الجزائري أنه يغضب كثيرا، أنا هادئ لكن أحيانا أغضب مثلا عندما تتأخر الزوجة عن تحضير حقيبتي كي أتوجه إلى التدريبات أو عندما تتأخر في تحضير مائدة الإفطار، لكن سرعان ما يزول ذلك لأنني شخص، وزوجتي والوالدة تشكلان ثنائيا رائعا في المطبخ وأسأل المولى عز وجل أن يحفظهما.
ماذا تفضل أطباق الوالدة أو ما تحضره الزوجة؟ لا يوجد فرق كبير بينهما لأن الوالدة تحسن تحضير الأطباق التقليدية والزوجة تتفنن في الأطباق الحديثة.
أنت تمدح زوجتك لأنك تخاف من ردة فعلها أليس كذلك؟ لا أبدا، هذه حقيقة فهي طباخة ماهرة وأتلذذ كثيرا بتناول طبقي المفضل الذي تحضره وهو "طاجين الزيتون" لكن وللأسف لا أساعدها لأن التدريبات تتعبني كثيرا.
وهل تساعدها في المطبخ؟ أبدا فأنا كسول منذ الصغر لأن الوالدة لا تتركني أقوم بأي عمل ما لحبها الشديد لي... في البيت لا أقوم بأي شيء، وأحيانا أخذ ابنتي الصغيرة وأتجول بها قليلا حتى تتحرر الزوجة قليلا وتتفرغ لأمور البيت، حتى مع أصدقائي عندما نكون في البحر مثلا أكل فقط ولا أساعدهم في أي شيء.
وما هي القنوات التي تشاهدها في رمضان؟ أتابع البرامج التي تبث على قناة "الشروق تي في" والجزيرة.