الصورة القاتمة التي لا يزال يحملها الأمريكيون غير المسلمين عن المسلمين الأمريكيين من العرب و غير العرب، دفعت مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية(كير) إلى تنظيم برنامج تدريبي لتنمية المهارات القيادية عند الطلاب المسلمين، وذلك في إطار حملة لمساعدتهم على الدفاع عن أنفسهم وتصحيح الصور السلبية المنطبعة عنهم. وقد البرنامج الذي نظمته (كير) في مدرسة "يونيفرسال" العليا بمدينة بريدج فيو بولاية شيكاغو ارتكز على محور واحد، وهو "عرف نفسك" للآخرين. فبعد ست سنوات من هجمات سبتمبر، يشكو كثير من المسلمين في أمريكا من التمييز والانطباعات السلبية بسبب مظهرهم الإسلامي وهويتهم، كما ينظر الأمريكيون إلى الشابات والنساء المسلمات المتحجبات بعين الريبة، بل لا يزال جناح كبير من الأمريكيين يربط بين مصطلح الإرهاب و المسلمين، كما كشف استطلاع حديث أن غالبية الأمريكيين لديهم معلومات شحيحة عن ممارسات وتعاليم الإسلام، ولا يرون أي أرضية مشتركة بين الدين الإسلامي وديانتهم المسيحية. أغلب المشاركين في هذه الحملة التي نظمتها "كير" كانوا شبابا من الجنسين، وقد وضح المدير التنفيذي لمكتب "كير" في ولاية شيكاغو بأن مصدر الانطباعات السلبية عادة ما تكون نتيجة "الخوف أو سوء الفهم" وخاطب الحضور قائلا "إن الفتاة التي ترتدي الحجاب تبدو طالبة جيدة، لديها إمكانية لدخول الجامعة وتكون واحدة من أكثر الطلاب التزاما، فهي لا تشرب الخمر ولا تتعاطى المخدرات ولا تسرق بطاقتك الائتمانية"، وأضاف: "هي فتاة بارة بوالديها وأخواتها وجيرانها". وأضاف متسائلا "هذا شيء إيجابي لو يعرفه الناس، لكن كيف يعرفون ذلك إذا لم تظهروا أنتم أنفسكم". ويدرس الطلبة خلال ورشة العمل كيفية تنمية المشاريع الاجتماعية المبنية على القيم الإسلامية، حيث يتم تشجيعهم على التطوع بالمستشفيات وبيوت التمريض والعمل على مساعدة اليتامى، كما يلقون تشجيعا على إنتاج الأفلام الوثائقية عن حياة المسلمين وتنمية برنامج مراسلات مع طلاب المدارس الأخرى للترويج لصورة إيجابية عن المسلمين. وتقول حنان عبد الله مساعدة رئيس الورشة: إن " كل واحد من الطلاب لديه حماسة لخدمة المجتمع والنمو كأفراد وقادة الغد". وقد نفى المشاركون ارتباكهم من السياسة التي ينتهجها الرئيس بوش و إدارته تجاه المسلمين في العالم عموما بعد أحداث سبتمبر2001، وأبدوا تحديا واستعدادا كبيرين لتحسين صورة المسلم في عرين المعادين للإسلام و المسلمين. وتجدر الإشارة إلى أن عدد مسلمي الولاياتالمتحدة يتراوح ما بين 7 و10 ملايين من أصل 300 مليونا تقريبا، بينهم مليونا عربي. م.هدنة/الوكالات