أفادت مصادر مؤكدة بأن المجموعات الإرهابية المتبقية في مناطق مختلفة من ولاية تيزي وزو دخلت في اتصالات مكثفة مع المصالح الأمنية بالولاية لتسليم أنفسها خلال الأسابيع المقبلة، وأوضحت ذات المصادر بأن أكثر من 50 إرهابي يستعدون لتسليم أنفسهم بولاية تيزي قبل نهاية السنة الجارية، وهذا بعد أن سلم حسن حطاب أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال نفسه للمصالح الأمنية في العاصمة . وتشير نفس المصادر إلى أن التحولات الأخيرة خاصة الخناق الأمني المضروب على جميع المجموعات الإرهابية بكامل تراب الولاية أثرت بشكل كبير وبصورة فعالة على العناصر الإرهابية الذين يستعدون لتسليم أنفسهم وبشكل سريع وبالموازاة مع ذلك تم القضاء على أكثر من 30 إرهابي بكل من إيعكوران، بوحيمة، وتيزي وزو ، كما سجلت مؤخرا عودة أكثر من 20 إرهابي مجددا إلى الجهة الغربية من الولاية وبالضبط إلى الجبال الواقعة بمحور ماكودة، واقنون وبوحيمة بعد أن كانت قد هجرتها منذ مدة. وحسب معلومات مؤكدة من المنطقة فقد سجل أول ظهور للإرهابيين هناك منذ أكثر من أسبوعين حيث اقتحموا عدة محلات لبيع المواد الغذائية ليلا وسلبوا منها كميات هامة من المئونة، من جانب آخر تشير المعلومات التي استقيناها من سكان المداشر المعزولة بدائرة واقنون إلى أن التحركات المكثفة للعناصر الإرهابية التي ظهرت مؤخرا بالمنطقة فجأة توحي إلى لجوء أحد الأمراء الكبار في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى أدغال وجبال تيزي وزو وأكد المواطنون أن الإرهابيين قاموا بتهديد السكان وتحذيرهم من الإقتراب من بعض المناطق الغابية بعد أن قاموا بالإستلاء على معدات مختلفة من بيوت المواطنين والتي استلمها إرهابيون كانوا يتولون مهمة التحضير للمؤتمر الذي تمكنت قوات الأمن المكثفة من إجهاضه بعد المعلومات التي أدلى بها إرهابي تم القبض عليه مؤخرا خلال عملية التمشيط باشرها الجيش الشعبي الوطني بتيزي وزو حول مكان وتاريخ المؤتمر الذي كان من المنتظر أن يحضره أكثر من 300 إرهابي، وقد تم اختيار المكان نظرا لامتيازه بالتضاريس الوعرة من جهة وبعده عن المناطق الآهلة بالسكان من جهة أخرى، وهو ما أثار تخوفات كبيرة لدى سكان المنطقة من احتمال لجوء الجماعات الإرهابية الناشطة هناك إلى ارتكاب مجازر جماعية في حق المواطنين على اعتبار أنهم يريدون تحويل المنطقة إلى معاقل لهم بعد الضربات الموجعة التي وجهتها لهم قوات الأمن والجيش الشعبي الوطني بإعكوران أين فقدوا العديد من عناصرهم الأساسية. وأكدت مصادر ل "الشروق اليومي" بان المؤتمر الإرهابي الذي تم إجهاضه مؤخرا كان هدفه وضع إستراتيجية إرهابية جديدة للتكثيف وتصعيد العمليات الإرهابية وإغراق المنطقة مجددا في وحل من التقتيل وأيضا من أجل إعادة تنظيم سراياهم ومراجعة خططهم كما هو معمول به لدى التنظيمات الإرهابية عند كل موعد سياسي هام، خاصة وأن الإنتخابات المحلية على الأبواب ، لكن ومهما قيل تبقى هناك تساؤلات كثيرة يطرحها المتتبعين للشأن الأمني وحتى عامة الناس في تيزي وزو ، لماذا هذا التصعيد الإرهابي بشكل ملحوظ في مثلث أصبح يشكل بمثابة مثلث الموت، يمتد من إيعكوران إلى تيقزيرت وذراع الميزان ب تيزي وزو، وذلك منذ فشل هجوم إيعكوران على أحد المراكز الأمنية . وتشير المعطيات المستقاة إلى أن مصالح الأمن قد اعتقلت منذ بداية السنة الجارية أكثر من 200 عنصر أغلبيتهم من شبكات الدعم والإسناد التابعة للجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تحولت إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتستمر الإعتقالات في صفوف هؤلاء خلال الأسابيع المقبلة بهدف ضمان عزل بقايا العناصر الإرهابية عن المدن والتجمعات السكانية، ومحاصرتها تزامنا مع حلول فصل الشتاء البارد الذي تزداد فيه حاجة هذه الجماعات للمؤونة. صونية قرس