على مبعدة 190 يوما على افتتاح كأس العالم ال20 لكرة القدم بالبرازيل في 12 جوان 2014، بات شبح إهدار المشاركة في الموعد يطارد ما لا يقلّ عن تسعة عناصر في التشكيلة الوطنية، حيث يلاحق هؤلاء شبح الاقصاء إذا لم يجدوا حلولا تنقذهم من دوامة "الشللية" التي تلقي بظلالها عليهم منذ افتتاح الموسم الجاري، ووعيد الناخب الوطني "وحيد حاليلوزيتش" باستبعاد أي لاعب "غير تنافسي" من قائمة ال23 المونديالية. يتعلق الأمر بدوليين بارزين لم يستفيدوا إلى غاية الساعة من وقت لعب معتبر مع نواديهم، وتشمل القائمة كل من: مهدي لحسن – جمال الدين مصباح – السعيد بلكالام - كارل مجاني – الياسين بن طيبة كادامورو – نبيل غيلاس – إسحاق بلفوضيل – رفيق زهير جبور والحارس "رايس وهاب مبولحي" الذي تتجه وضعيته نحو "بعض" الانفراج، تماما مثل الموندياليين "حسن يبدة" و"رفيق حليش". لعلّ أكثر المتضررين من الوضع هو لاعب الارتكاز "مهدي لحسن" فبعدما كان هذا العنصر قطعة أساسية في تشكيل ريال سانتاندار لسنوات عديدة، لم يعد الأمر كذلك في تركيبة "خيتافي"، أين أمضى لحسن جلّ المباريات إلى حد الآن في "تسخين" دكّة الاحتياط، ورغم النتائج الهزيلة التي حصدها خيتافي في الشطر الأول من الليغا، إلاّ أنّ المدرب الاسباني "لويس غارسيا بلازا" لم يدفع بلحسن في مخططاته، ما يعني أنّ مهدي مدعو لتدارك الوضع عشية موسم التحويلات الشتوي، عبر العثور على ناد يمنحه فرصة اللعب والديناميكية البدنية التي تمكّنه من افتكاك مكانة في الوفد المعني بخوض مغامرة السامبا. على المنوال ذاته، هناك المدافع المتعدد المناصب "كارل مجاني" الذي لم يُحظ بكبير حضور في نادي أولمبياكوس اليوناني، ما يهدد حظوظه المونديالية، وعلى هذه الخلفية اختار مجاني الواقعية وربط الصلة منذ أيام بنادي نانت الفرنسي الذي يُرتقب أن يلتحق به اعتبارا من نهاية الشهر الحالي، علما أنّ اللاعب السابق لماتز، لوريون، أجاكسيو وموناكو، تحادث مؤخرا مع الدولي الفرنسي السابق "كريستيان كارامبو" مستشار رئيس نانت، وكذا "بيار عيسى" المدافع الأوسط السابق للبافانا بافانا الذي يشغل منصب المدير الرياضي للكناري. وفي حالة مشابهة للحسن ومجاني، يتواجد "جمال الدين مصباح" في "بطالة" مقنّعة، بعدما ظهر في ثلاث مناسبات فقط هذا الموسم مع ناديه أف سي بارما، والواضح أنّ الظهير الأيسر السابق لجمعية ميلانو لا يمتلك بتاتا ثقة مدربه الايطالي الدولي السابق "روبرتو دونادوني"، ما يفرض عليه البحث عن فريق آخر يمنحه فرصة اللعب، سيما وأنّ مصباح الذي فقد مكانته الأساسية ضدّ بوركينا لصالح منافسه المباشر "فوزي غولام" مهدد بالاستبعاد في حال إصراره على الاستمرار مع بارما. بدورهم، يعاني الثلاثي الهجومي "نبيل غيلاس"، "إسحاق بلفوضيل" و"رفيق زهير جبور" من شحّ المنافسة، حيث يكتفي الأول كما الثاني ببضع دقائق أسبوعيا مع كل من بورتو البرتغالي وإنتر ميلانو الايطالي، فيما يطغى التذبذب على حضور جبور في النادي التركي "سيفا سبور"، في وقت يستفيد "إسلام سليماني" من وضع (أحسن) إلى حد ما، حيث عادة ما يخوض ربع الساعة الأخير من لقاءات سبورتينغ لشبونة البرتغالي، ويشفع له اندفاعه وحسه التهديفي الذي أثمر 4 إصابات. وعليه، أصبح غيلاس وبلفوضيل مثل جبور في حاجة إلى نوادي تمكنهم من مشاركة أكبر، وهي الملاحظة التي تنطبق أيضا على سليماني، لأنّه ليس بربع ساعة أسبوعيا يمكن الوصول إلى جاهزية بدنية تامة في الحدث الكوني الصيفي. وفي وقت بدأ "رفيق حليش" و"حسن يبدة" في اكتساب نقاط إضافية مع عودتهما للمشاركة كأساسيين مع أكاديميكا البرتغالي وغرناطة الاسباني، يواصل المدافعان "السعيد بلكالام" و"الياسين بن طيبة كادامورو"، في أكل "الخبز الأسود"، فالأول ما إن تجاوز تهميشه من لدن النجم الايطالي السابق "جيان فرانكو زولا" في واتفورد الانجليزي، حتى أتت الإصابة لتجبره على الابتعاد عن الميادين لنحو ستة أسابيع كاملة، ما يعني أنّ اللاعب السابق لشبيبة القبائل لن يعود في أحسن الأحوال قبل فيفري، وحينها سيكون مطالبا بالكفاح للحاق بالمونديال، تماما مثل كادامورو الموجود خارج خطط مدربه "جاغوبا أرازات" ولا يبدو مستقبله في ريال سوسييداد الاسباني ورديا، ما يحتّم عليه تغيير الأجواء. وإذا كانت نهاية نفق الحارس "رايس وهاب مبولحي" وشيكة مع اقتراب تعاقده مع مولودية الجزائر، إلاّ أنّ مهمة حارس سياسكا صوفيا لن تكون سهلة في العميد، طالما أنّ النادي الأخضر والأحمر يمتلك الشاب جميلي المتألق على نحو أقنع السويسري "آلان غيغر" مثل خلفه "فؤاد بوعلي" بعدم جدوى الاعتماد على الفرانكو جزائري "ميكائيل فابر" القابع في الاحتياط منذ انطلاق الموسم الحالي. ويخشى مراقبون من هاجس الإصابات الذي قد يواجه دوليينا مع اقتراب المونديال كما هو حاصل حاليا مع "فؤاد قادير"، "مجيد بوقرة"، "عدلان قديورة" و"السعيد بلكالام"، إذ يتوجس عشاق الخضر من تكرار سيناريو "مراد مغني" قبل ثلاث سنوات، مثلما يتخوف متابعون من مشكلات قد تقع لبعض الركائز مثل "سفيان فيغولي" وكل الذي يُثار عن علاقته العاصفة بمحيط نادي فالنسيا الاسباني.