رفض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الإفصاح عن نواياه المستقبلية تحسبا لرئاسيات لعام 2009 وبعدها، كما رفض الحديث أيضا عن أي شخص يمكنه أن يكون "خليفة" له، لكنه جدد تمسكه في كل الظروف بإحترام الإرادة الشعبية والاختيار الديمقراطي في حديث لوكالة الأنباء الإيطالية(أنسا)، وردا على سؤال، أكد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بشأن توقعات سنة 2009: "أرى أنكم تريدون إستدراجي إلى مزايدات لا جدوى منها في الحقيقة"، مضيفا: "لذا لن أطاوعكم في ذلك، إلا أنني أؤكد تمسكي في كل الظروف بإحترام سيادة الشعب الجزائري والطرق الديمقراطية الكفيلة بالتعبير عنها". وأكد رئيس الجمهورية في هذا الحوار الذي نشر أمس أن مسار الإصلاحات السياسية، الذي باشرته الجزائر، "قد أفضى إلى ترسيخ الديمقراطية وتكريس التعددية الحزبية وتعزيز دولة القانون والحكم الراشد وحرية التعبير والصحافة ودعم المؤسسات الديمقراطية على المستويين المحلي والوطني بما يسمح بإشراك المجتمع المدني بشكل أكبر في عملية تسيير الشؤون العامة". وأضاف الرئيس بوتفليقة، بهذا الصدد: "تمارس هذه المشاركة يوميا في إطار الهيئات المنتخبة ديمقراطيا، حيث تمثل بصفة قانونية مختلف الأطياف السياسية"، مشيرا إلى "أن الإنتخابات المحلية، المقررة في 29 نوفمبر، تندرج في ذلك الإطار". وفي رده على سؤال يتعلق بتقييم الوضع الأمني بالجزائر وحصيلة تطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وهل يشكل إلتحاق "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بتنظيم "القاعدة" خطرا بالعودة إلى العنف الإرهابي، أشار الرئيس بوتفليقة إلى أن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية "جاء ليمدد المبادرة التي أعلنتها سنة 1999 والتي زكاها الشعب الجزائري عن طريق إستفتاء في سبتمبر من نفس السنة"، مضيفا: "إنها حركية تهدف إلى تجاوز الأزمة الخانقة التي عرفتها البلاد خلال عشرية التسعينيات وبصفة نهائية". الرئيس بوتفليقة، أكد أيضا: "لقد كان هدفي الأول قبل إنتخابي وضع حد لإراقة الدماء"، مبرزا بأن "نتائج السياسة التي إنتهجتها منذئذ، تبدو اليوم جلية لاسيما فيما يتعلق بتراجع التهديد الإرهابي والتحسن المطرد للوضع الأمني وما إنعكس عن ذلك من آثار إيجابية على الوضع الإجتماعي ومناخ الأعمال وعودة الإستثمارات". وأضاف بأن المصالحة الوطنية، التي "أصبحت اليوم حقيقة قد تكفلت بكل ضحايا المأساة الوطنية، وتبقى مسارا ديناميكيا لا يمكن حصره في إعتبارات إحصائية، بل يتعين على الشعب الجزائري أن يعمقه من أجل إبعاد شبح الفرقة بصفة نهائية". جمال لعلامي