أكد الناطق الرسمي باسم حزب جبهة التحرير الوطني، سعيد بوحجة في أول تصريح علني بشأن رئاسة المجلس الشعبي الوطني خص به "الشروق"، أن وزير العلاقات مع البرلمان هو الأوفر حظا لتمثيل حزب الأغلبية في رئاسة الغرفة السفلى للبرلمان، ما يؤهله لأن يكون الرجل الثالث في الدولة خلفا لعمار سعداني المنتهية عهدته. وأوضح بوحجة في اتصال هاتفي مساء أمس الأحد، أن الجبهة اختارت مرشحها وهو عبد العزيز زياري، وأن الإفصاح عنه أصبح مسالة وقت فقط، مشيرا إلى أن الأمين العام للهيئة التنفيذية للحزب العتيد، سيعلن عنه بصفة رسمية ونهائية عقب اللقاء الذي سيجمعه بقيادات أحزاب التحالف الرئاسي مساء أمس. وكان الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى قد أكد أيضا في لقاء داخلي مع نوابه الجدد، أن الأمين العام للهيئة التنفيذية لجبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، أعلمه في اتصال هاتفي، بأن الجبهة قررت ترشيح عبد العزيز زياري لرئاسة المجلس، وهو أول تسريب إعلامي يقلب المعطيات بشان "صراع الديكة الاعلامي"، الذي اندلع بين وزير العلاقات مع البرلمان وسفير الجزائر بمالي، قبل موعد إجراء الانتخابات التشريعية. ويعتبر، عدم تردد بوحجة في الإدلاء بهذا التصريح، وتسريب أويحيى للخبر في غير وقته على غير العادة، مؤشرين على أن الأمور قد حسمت على مستويات عليا، لصالح عبد العزيز زياري بعد أسابيع من الشد والجدب، خاصة وأن الرجلان عرفا عنهما الكثير من التحفظ في قضايا من هذا القبيل. وإلى غاية أول أمس، كانت كل المعطيات في صالح السفير عبد الكريم غريب ومتصدر قائمة تبسة، قبل أن يحدث التحول وتتوجه الأنظار إلى منافسه عبد العزيز زياري وزير العلاقات مع البرلمان، عندما سربت أوساطا أفلانية خبرا مفاده أن الجبهة حسمت في أمر مرشحها لرئاسة المجلس بدلا من عبد الكريم غريب. لكن أوساطا أخرى رأت في أن اختيار زياري لتصدر قائمة الأفلان بالعاصمة، يعتبر في حد ذاته مؤشرا على أن الرجل كان مبرمجا من قبل لشغل منصب نوعيا في هرم السلطة، وهو تقليد سبق العمل به في العديد من الدول، لأن العاصمة ليس كغيرها من المدن. وبهذا يكون أصحاب القرار قد أغلقوا الأبواب أمام أية مفاجأة غير سارة قد تحدث في جلسة الخميس المقبل، التي تشهد انتخاب الرئيس الجديد للمجلس، بعد تأخر دام خمسة أيام كاملة عن الموعد الذي يحدده الدستور، أرجعه المتتبعون إلى النقاشات التي دارت على مستويات عليا، بحثا عن الرجل المناسب لهذا المنصب، تفاديا لأية اصطدامات مع بقية مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها الرئاسة. ويعتبر عبد العزيز زياري واحدا من الشخصيات المقربة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حيث سبق له وأن كان عضوا بارزا في مديرية الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة في عهدته الثانية، الأمر الذي مكنه من عودته على الحكومة بعد ما يقارب العشرية من غيابه عنها، حيث تم تعيينه وزيرا للشباب والرياضة في أول تغيير حكومي للرئيس بوتفليقة في عهدته الثانية، قبل أن ينتدب مرة أخرى لشغل حقيبة وزارة العلاقات مع البرلمان إلى غاية ترشحه للتشريعيات الأخيرة. محمد مسلم:[email protected]