قضى مستشفى نفيسة حمود "بارني" سابقا، على هيمنة العيادات الخاصة على عمليات الإنجاب المدعَّم طبيا والتلقيح الاصطناعي، بعد نجاحه في تحقيق سبع حالات حمل ايجابية لأزواج طالما عانوا من تأخر الإنجاب، وبهذا يكون مستشفى بارني أول مؤسسة صحية عمومية حققت حلم الإنجاب المدعم طبيا في الجزائر وإفريقيا، بتدشينه للمصلحة الجديدة التي استقبلت 1200طلب لأزواج يعانون من تأخر الإنجاب، والذين يأملون في تحقيق حالات حمل ايجابية، بسبب التقنيات الحديثة التي يعتمدها الطاقم الطبي للمستشفى من أجل علاج مشكل تأخر الإنجاب. كشف عبد الرزاق ركيك المدير العام لمستشفى نفيسة حمود "بارني"، أن هذا الأخير يُعتدّ أول مستشفى عمومي في الجزائر وإفريقيا، يقوم بعمليات الإنجاب المدعم طبيا، باستقباله ل1200 حالة من مختلف ولايات الوطن "ومع بعث عمل مصلحة الإنجاب المدعَّم طبيا المتواجدة منذ سنة 2005، بفريق طبي جديد تلقى دورات تكوينية في العديد من الدول، تم تحقيق سبع حالات حمل ايجابية، بفضل إدخال تقنيات حديثة في عمليات العلاج والمتابعة الصحية، للأزواج الذين يعانون تأخر الإنجاب"، وأضاف أن النتائج الجديدة في عمليات الإنجاب المدعم طبيا ستحفز الأطباء على تحقيق المزيد من حالات الحمل الإيجابي، وذلك باعتماد تقنيات حديثة ستحقق حلم الكثير من الأزواج الذين يعانون تأخر الحمل وهاجس العقم، وأضاف السيد عبد رزاق ركيك أن الفريق الطبي الذي يسهر على تسيير مصلحة الإنجاب المدعم طبيا في مستشفى "بارني" مستعد لنقل تجربته في هذا المجال لبقية المستشفيات الجزائرية، بهدف تعميم هذه التقنية التي يتطلع إليها آلاف الأزواج الجزائريين الذين يضطرون في الكثير من الأحيان إلى السفر إلى دول أجنبية للقيام بهذه العمليات التي باتت متاحة في الجزائر بشكل مجاني في مستشفى "بارني". وكشف ركيك أن أغلب الأزواج الذين قصدوا مصلحة الإنجاب المدعَّم طبيا، هم من الطبقة الفقيرة الذين لم يسعفهم الحظ في الذهاب إلى العيادات الخاصة، داخل وخارج الوطن، وبالنسبة للأزواج الذين تمكنوا من تحقيق حالة حمل ايجابية، قال إنها كانت كبيرة جدا ،بتحقق حلم الإنجاب الذي كان بالنسبة لهم مطلبا صعب المنال، وأضاف أن مستشفى "بارني" سيعمل على تعزيز عمل وطاقة وإمكانيات مصلحة الإنجاب المدعم طبيا ،نظرا للارتفاع الكبير لحجم الإقبال على هذه المصلحة، والتي ستتضاعف خلال السنوات القادمة، ما يتطلب التفكير الجدي لنقل هذه التقنية لبقية المستشفيات، وهذا ما تخطط له وزارة الصحة من خلال الزيارة المرتقبة للوزير لهذه المصلحة، للوقوف على الجهد الكبير الذي بذله الأطباء وإدارة المستشفى لتحقيق حلم الجزائريين في الإنجاب، خاصة وأن الكثير من المواطنين ينفقون أموالا طائلة في العيادات الخاصة من أجل عمليات التلقيح الاصطناعي التي تتطلب تكرار العملية عدة مرات، تكلف المحاولة الواحدة أموالا كبيرة تتعدى 20 مليوناً، ما يجعل هذا النوع من العمليات مستحيلا للكثير من الأزواج، الذين قصد الكثير منهم مستشفى بارني الذي يهدف إلى تحقيق حلم أكبر عدد ممكن من الأزواج في الحمل. وعن أسباب تأخر الحمل بالنسبة للأزواج الذين قصدوا مصلحة مستشفى بارني قال السيد ركيك أنها متعددة، غير أن الأطباء يخضعون المرضى للكشف المعمق والدقيق، لتحديد أسباب عدم الإنجاب، ومن ثم تبدأ عملية التلقيح بعد علاج بعض المشاكل التي يعاني منها الطرفان، مؤكدا أن عملية التلقيح الاصطناعي والحمل مضمونه مائة بالمائة، غير أن الهدف المستقبلي هو أن تتكفل الدولة بجميع محاولات التلقيح الاصطناعي للأزواج الذين يعانون من تأخر الإنجاب. وأضاف محدثنا أن العلاقة بين مستشفى "بارني" والعيادات الخاصة لن تكون علاقة عدائية أو تنافسية، بل ستكون علاقة تعاون وتكامل من أجل تبادل الخبرات والتقنيات، بهدف تقديم خدمات صحية مثالية تضمن مساعدة الأزواج في الحمل المدعم، وكشف أن مشكل تأخر الحمل والعقم تحوّل إلى مشكل صحة عمومية، ومرض يجب مواجهته بتشجيع القطاع العام على فتح المزيد من المصالح المتخصصة في التلقيح الاصطناعي والحمل المدعم طبيا، من أجل استقطاب أكبر شريحة من المرضى.
وأكد السيد عبد الرزاق ركيك أن مستشفى "بارني" بات اليوم مرجعا عموميا في عمليات الحمل المدعم طبيا، بالإضافة إلى احتوائه على العديد من التخصصات المرجعية التي تستقطب المرضى من مختلف ولايات الوطن، على غرار مصلحة أمراض القلب ومصلحة الولادة ومصلحة طب الأطفال ومصلحة طب العيون، وكشف عن مخطط جديد لتوسعة المستشفى يتضمن بناء مستشفى من 12 طابقاً يحتوي على العديد من التخصصات، بالإضافة إلى تطوير مصلحة طب الأطفال، وأكد أن المستشفى قام مؤخرا باسترجاع مساحة واسعة ساهمت في بناء حظيرة جديدة للسيارات تتسع ل500 مركبة، بالإضافة إلى التخلص من المفرغة العشوائية التي كانتا داخل المستشفى.