في عموده القار الذي يكتبه في الشرق الأوسط غرق الكاتب المصري المخضرم أنيس منصور في عدد يوم الأربعاء، في حادثة قديمة جدا جاءت من دون أدنى مناسبة، انهال فيها على الجزائريين في عمود بعنوان "قليل من الجبن وكثير من الكسكسي"، وقال إنهم لا يضحكون ودليله على ذلك زيارة قديمة قاد فيها وفدا إعلاميا مصريا إلى الجزائر في عهد الرئيس هواري بومدين، الذي قال عنه إنه لطيف ورقيق.. أنيس منصور قال إنه وزملاءه حاولوا إضحاك الجزائريين، ففشلوا وهذا عكس ما لاحظ في المغرب، حيث أبدى إعجابه بالشعب المغربي الذي يحب أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ويضحك للنكت المصرية. وكان أنيس منصور الذي يقارب سنه الآن 80، قد ظهر في التلفزيون الجزائري في عهد بومدين وقال على المباشر - حسب عموده - بأن الرئيس تعجبه النكت المصرية، وهو ما لم يعجب مسؤولا جزائريا رفيعا طلب منه تصحيح ما قاله. فعاد ثانية للتلفزيون وقال إن بومدين بحكم تعلمه في مصر جاملنا وضحك رغم همومه، ثم راح يروي حكاية غريبة عن طريقة الضيافة في الجزائر، الذين أتخموهم بكثير من الكسكسي وقليل جدا من الجبن وعندما احتجوا علموا أن منحهم (الجبن) يتطلب قرارا من القصر الجمهوري وكان ضروريا تدخل الرئيس هواري بومدين لأجل تسريح الجبن الأبيض، لكن المشكلة أن قرار القصر الجمهوري الثاني قام بإلغاء الكسكسي نهائيا وإتخام الضيوف بالجبن الأبيض، وهو ما أدخل الضيوف في ورطة، إذ تتطلب عودة الكسكسي قرارا من القصر الجمهوري. مشكلة هذا العمود، الذي صدر في يومية معروفة، أنه جاء من دون مناسبة، ومن كاتب وصحفي يكتب حاليا، في كثير من الصحف أهمها "الأهرام" و"المرأة اليوم". للإشارة، فإن العمود لم يسلم من الانتقادات، إذ تساءل بعض القراء إن كان أنيس منصور قد سافر إلى الجزائر من أجل إضحاك الجزائريين بالنكت المصرية وأكل الجبن الأبيض، وهذا بعد بضعة أشهر من استقلال الجزائر؟! ناصر