وولد عباس يزور الضحايا ويعدهم بالمساعدة تعرض، ليلة الأربعاء إلى الخميس، سوق حي المنظر الجميل للملابس بتيارت إلى حريق مهول أتى على كامل مكوناته، فيما تقدر بعض المصادر الخسائر بأكثر من ملياري سنتيم في انتظار نهاية التحقيقات، والتأكد من فرضية الشرارة الكهربائية كسبب رئيسي للحادث، فيما أعلن وزير التضامن الوطني الذي جاء في زيارة مواساة إلى تيارت صبيحة أمس، عن تخصيص مبلغ معتبر لمساعدة المتضررين دون أن يصرح به رغم إصرار الصحافيين، لتتحدث معلومات غير مؤكدة عن 10 ملايين سنتيم نقدا و محل تجاري. ففي حدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بدأت أعمدة الدخان تتصاعد من داخل السوق، قبل أن تتدخل الحماية المدنية للإطفاء و هي العملية التي استمرت إلى غاية الرابعة صباحا، حسب بعض المصادر المطلعة، فيما يبقى السؤال الجوهري حول كيفية انتقال النار إلى كل المصاطب رغم وجود حراس في عين المكان، إضافة إلى حديث عن تعرض السوق إلى سرقة منظمة قبل أن تصل النيران إلى كل السلع المخزنة فيه، بما فيها من أواني منزلية و ملابس وأحذية، حيث ذكر بعض المواطنين الذين لقيناهم في عين المكان أن تاجرا لاحظ أن بعض الأواني من بضاعته كانت محترقة فيما تساءل عن الباقي، مما يوحي بوجود سرقة. ورغم أن فرضية الشرارة الكهربائية هي الأكثر تداولا إلا أن الباب بات مفتوحا على كل الفرضيات و منها العمل التخريبي المقصود، لتبقى الدوافع و الخلفيات محل تحقيق، طالما يبدو غريبا أن تتعرض قاعة المحاضرات مصطفى مكي لشرارة كهربائية ثم و بعدها بأيام سوق الملابس بنفس السبب؟! . يذكر أن الحادثة فتحت سيرة أمن الأسواق و ضوابط العمل التجاري، فالتجار المشتغلون هناك رسميا 136 تاجرا، ليس لديهم تأمين على سلعهم ولا حتى سجلات تجارية، كما أن الفوضى التجارية سمحت بوجود آخرين من خارج المجموعة ينشطون في السوق، وهو ما يزيد في حجم الخسائر. حيث ذكر بعض التجار أن أقلهم موارد مالية يستثمر في السوق 10 ملايين سنتيم، كثير منهم يحوزها على شكل قروض!! إضافة إلى ذلك فإن المشكلة الأكبر أن السوق مكون من قطع زنك وكرتون وقماش مقوى يساعد على تفحم السلع، ولعل من حسن الحظ لدى بريد الجزائر أن مديريته الولائية ومكتبه البريدي المجاور لم يصب بأي أذى. يذكر أن السوق أقيم قبل عدة أشهر تجاوبا مع ضغوط 136 تاجرا كانوا ينشطون في أكشاك في ساحة 40 سكن بوسط المدينة لتقرر السلطات ترحيلهم إلى المخزن السابق لمؤسسة "أوناكو"، لكن تأخر أشغال تهيئة المكان حالت دون تمام العملية ليقرر الوالي ترحيلهم نحو المكان الحالي بشكل مؤقت في انتظار تخصيص بعض المحلات لهم من المشاريع المنتهية الانجاز عبر المدينة، لكن يبدو أن الحادثة سرّعت العملية. سليمان بودالية