عادت أمس الطفلة منار إلى بيتها الكائن بأولاد يوسف بولاية ميلة، بعدما قضت عشرة أشهر كاملة في بلجيكا من أجل إجراء عملية زرع الكبد التي قدرت تكلفتها بحوالي2 مليار سنتيم. منار التي تبلغ من العمر 10 سنوات أعادت البسمة إلى والديها، بعدما نجح الأطباء بمستشفى بلجيكي في إنقاذ حياتها، حيث كانت تعاني منذ ولادتها من عجز تام في وظيفة الكبد، وقد قام الأطباء بأخذ قطعة من كبد والدتها وزرعوها في جسم منار، التي مكثت في المستشفى عشرة أشهر كاملة، حيث تنقلت إلى بلجيكا بتاريخ 19 أفريل الماضي، وظلت تخضع للتحاليل لمدة ثلاثة أشهر، ثم أجريت لها العملية، بعدما تبرعت لها والدتها بجزء من كبدها، ليخضع الاثنان بعدها للرعاية الطبية لمدة سبعة أشهر، وحسب المختصين فإن العملية جد معقدة، وتتطلب عناية طبية فائقة، واتضح خلال المتابعة أن منار تعاني أيضا من انتفاخ في الطحال فأُجريت لها عملية ثانية على هذا العضو وكللت هي الأخرى بالنجاح. وقد قدرت تكلفة العمليتين بحوالي 2 مليار سنتيم، تكفل بها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وتحمل والي ولاية ميلة مصاريف سفرية منار ووالديها إلى بلجيكا. يذكر أن منار عانت الويلات منذ ولادتها، وكانت محرومة من تناول العديد من الأطعمة، وفرض عليها الطعام بدون ملح، الأمر الذي لم تتقبله الطفلة الصغيرة، التي حرمت أيضا من اللعب، والجري كبقية الأطفال، وكانت دوما تشكو من الألم وعدم قدرتها على بذل أي مجهود، وأما والداها فقد تجرعا معها مرارة هذا الداء، وكانا يتنقلان بها عبر المستشفيات، والعيادات وفي كل مرة يصطدمان بوابل من التعقيدات الإدارية، وتأكيدات باستحالة العلاج داخل الوطن، وبعد عرض حالة منار في برنامج "وافعلوا الخير" بقناة الشروق تي في، تحركت السلطات الولائية بميلة، وتكفل فاعل خير يدعى فوزي بضبط كل الترتيبات الإدارية، لتتمكن منار من السفر إلى بلجيكا، وقد عادت أمس سالمة إلى أرض الوطن، وأعادت البسمة إلى والدتها بعد 10 سنوات من المعاناة.