أقرت الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة أمس الاثنين مشروع قانون لتعديل المادة 49 من الدستور اللبناني، بما يسمح بانتخاب موظف من الفئة الأولى في منصب رئيس الجمهورية. كما أقرت الحكومة فتح دورة استثنائية لمجلس النواب اعتباراّ من الأول من جانفي القادم.. ويهدف هذا التعديل إلى إفساح المجال أمام انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، لكن رئيس مجلس النواب ،نبيه بري "معارضة" أكد في تصريح نشرته صحيفة "الديار" الاثنين انه لن يتسلم مشروع القانون لأنه يعتبر الحكومة "غير شرعية". و رأى بري أن "انتخاب سليمان لا يحتاج إلى تعديل للدستور لان المادة 74 واضحة"، مشيرا إلى "أنهم إذا قبلوا بالتوافق على أساس ورقة التفاهم مع رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون فنحن جاهزون للاتفاق، إما إذا بقيت الأمور على حالها فسنظل ندعو إلى جلسات متتالية حتى يتم الاتفاق وتنتهي الأزمة". وكانت حكومة السنيورة قد عقدت اجتماعاً لها في القصر الحكومي بهدف إقرار هذا المشروع، تمهيداً لإرساله إلى مجلس النواب. واثر الجلسة، أعلن وزير الإعلام غازي العريضي أن الحكومة وضعت مشروع قانون لتعديل الدستور ينص على "يجوز لمرة واحدة انتخاب رئيس الجمهورية من القضاة وموظفي الفئة الأولى أو ما يعادله". وبررت الحكومة لجوئها إلى هذا القرار بالوضع السياسي الذي تمر به البلاد وما نتج عنه من حالة فراغ في سدة الرئاسة . وترجت الحكومة المجلس النيابي بإقرار هذا المشروع . ويفترض أن يجتمع مجلس النواب لإقرار مشروع القانون ليصبح نافذا كقانون فور نشره في الجريدة الرسمية.وحسب العريضي يحتاج القرار إلى ثلثي الأصوات قبل إقراره . و شغرت سدة الرئاسة في لبنان منذ 24 نوفمبر الماضي ولم يتمكن مجلس النواب من الانعقاد حتى الآن لانتخاب خلف للرئيس السابق اميل لحود بسبب الأزمة السياسية الحادة التي يمر بها هذا البلد منذ أكثر من عام. وتأتي هذه التطورات الداخلية في الوقت الذي تصاعدت اللهجة بين وسطاء الخارج ، حيث اتهمت سوريا الولاياتالمتحدة بمحاولة إجهاض الجهود التي تبذلها سوريا وفرنسا لإنهاء أزمة انتخاب رئيس جديد للبنان . وفي تصريح لقناة العالم التلفزيونية الإيرانية نقلته وكالة الأنباء السورية "سانا"، قال وزير الإعلام السوري محسن بلال "في الوقت الذي تعمل فيه فرنسا وسوريا لتقريب وجهات النظر في لبنان. خرجت علينا الولاياتالمتحدة الأميركية بإرسال مندوبين إلى لبنان وهما أليوت أبرامز وديفد وولش المعروفين بانحيازهما لإسرائيل بهدف إفشال الاتفاق بين الأطياف اللبنانية". واعتبر بلال أن "هدف تصريحات الرئيس الأميركي جورج بوش هو الإطاحة بالجهود الإيجابية السورية الفرنسية من أجل لبنان". وأكد بلال أن "سوريا عملت دائما وتعمل لمساعدة الأشقاء اللبنانيين بغية تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل الأطياف والتواصل فيما بينهم لإنجاز قانون جديد للانتخابات يؤكد العدل بينهما". وكان بوش اعتبر الخميس أن على العالم أن يقبل الرئيس الذي يتم انتخابه بدون توافق بين الأطراف اللبنانية، مشيرا بذلك إلى العقبات التي تحول دون انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا للبنان رغم اتفاق الفرقاء اللبنانيين عليه. ل //ل