فاز كل من باراك أوباما عن الحزب الديمقراطي ومايك هاكبي عن الحزب الجمهوري بترشيح حزبيهما لهما عن ولاية أيوا في الانتخابات التمهيدية التي جرت اليوم الجمعة، بين المتنافسين على خوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجري العام الحالي. وقد فاز أوباما بهامش واضح من الأصوات على منافسيه جون إدواردز وهيلاري كلينتون التي حلت في المرتبة الثالثة، بينما تفوَّق هاكبي على منافسه ميت رومني. وبعيد إعلان فوزه، قال أوباما: "نحن نختار الأمل بدل الخوف، إننا نختار الوحدة بدل الانقسام، كما أننا نرسل برسالة قوية مفادها أن التغيير قادم إلى أمريكا." وأضاف المرشح، الذي يطمح لأن يكون أول رئيس أسود لأمريكا، أنه يأمل بناء الزخم لإكمال بقية مراحل السباق بعزم وثبات. وخاطب أوباما، وهو عضو في مجلس الشيوخ عن ولاية ألينوي، أنصاره الذين استقبلوه بالهتاف، متوجها بالشكر أولا إلى ولاية أيوا، وقال: "قالوا إن هذا اليوم لن يأتي أبدا... وإن آمالنا مرتفعة للغاية، وإن هذا البلد مقسَّم، لكنكم فعلتم ما قالوا إنكم لن تفعلوه". من جهته، قال هاكبي لأنصاره إنه سيظل يعترف بالجميل لجميع سكان أيوا، سواء أكانو صوتوا له أم لم يصوتوا له. وخاطب هاكبي أنصاره المبتهجين قائلا في خطاب النصر: "ما رأيناه الليلة هو يوم جديد في السياسة الأمريكية. لقد أثبتنا الليلة أن السياسة الأمريكية ما زالت في أيدي الأمريكيين مثلكم." وأضاف أن ما حدث في أيوا يؤكد أهمية اقتناع الجماهير وليس حجم الإنفاق، إذ أن ذلك ربما يعكس تغييرا في الكيفية التي يختار بها الأمريكيون قادتهم ويشير إلى الرغبة في التغيير. يُذكر أن هاكبي، الذي يحظى بتأييد المسيحيين المحافظين، لم يكن معروفا أو ينفق بسخاء على حملته الدعائية، ورغم ذلك تمكن من هزيمة منافسه على ترشيح الحزب الجمهوري، ميت رومني، حاكم ولاية ماساشوسيتس السابق وأنفق أكثر من 8 ملايين دولار على الإعلانات لحملته في أيوا. أما إدواردز الذي حل ثانيا إن نتيجة تجمعات أيوا تثبت أن الجماهير تؤيد التغيير ولا تفضل الأمر الواقع، مشير بذلك إلى هيلاري كلينتون. ويحمل إدورادز في دعايته الانتخابية على الشركات الكبرى وجشعها، مطالبا بمزيد من العدالة لصالح الأمريكيين من خلال مظلة شاملة للتأمين الصحي والإصلاح الضريبي. أما هيلاري كلينتون فقد شكرت مؤيديها وقالت إن ما حدث الليلة أمر عظيم للديمقراطيين، وقالت إن الرسالة التي يرسلها الحزب هي أن الديمقراطيين سيحملون التغيير ورئيسا ديمقراطيا إلى البيت الأبيض في نوفمبر المقبل. وهنأت كلينتون منافسيها السيناتور أوباما والسيناتور السابق جون إدواردز، لكنها ألمحت أيضا إلى أنها الشخصية التي تتمثل فيها الخبرة التي تجعلها تمارس مهامها الرئاسية من اليوم الأول في حال فوزها بالرئاسة. تكشف الهزيمة التي أصيبت بها هيلاري كلينتون في الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية الرئاسية في ولاية ايوا الأميركية انعدام الثقة الذي توحي به للديمقراطيين، والذي يفترض بها أن تزيله إذا أرادت المضي في السباق حتى النهاية. وأظهرت النتائج الرسمية للمجالس الانتخابية في الحزب الديمقراطي في ايوا الخميس فوز هيلاري كلينتون بنسبة 29,47% ما يضعها في مرتبة ثالثة، بعيدا جدا عن منافسها الشاب باراك اوباما (37,6%) وبفارق ضئيل عن المرشح جون ادواردز (29,75%). وأشار المعلقون إلى إن فوز أوباما في أيوا يعتبر مؤشرا جيدا لحملته، خاصة وأن 90 بالمائة من سكان الولاية هم من البيض. وتتمثل أهمية أيوا بالنسبة للمتنافسين من الحزبين في كونها أول محطة على طريق السباق إلى البيت الأبيض والذي ينتهي بالانتخابات التي ستجري في الرابع من نوفمبر 2008. الشروق أون لاين. الوكالات