كشفت وزارة الجاليات والحكم المحلي البريطاني عن خطة تستهدف مواجهة الأفكار "المتطرفة" ومنعها من اختراق صفوف الأقلية المسلمة من خلال تدريب المرأة المسلمة على مهارات التصدي لتلك الأفكار. لكن مجلس مسلمي بريطانيا اتهم الحكومة بالسعي من خلال هذه الخطة إلى تجنيد المسلمات وتحويلهن إلى جاسوسات لصالحها، كما حاولت الأمر نفسه العام الماضي مع الأئمة. وذكرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية اليوم الأحد أن جوهر الخطة التي أعلنتها وزيرة شئون المجتمعات المحلية "هازل بليرز" يتمثل في تنظيم دورات تدريبية تخصص لنساء مسلمات بهدف ترسيخ قيم القيادة والثقة بالنفس لديهن بغرض مساعدتهن على مكافحة الأفكار "المتطرفة والتصدي لخطاب المتشددين". بعض هذه الدورات ستقدم للزوجات اللاتي يعتقد أن أزواجهن يميلون لأفكار "الجهاديين" لكي تكون لديهن القدرة على مناقشة هذه الأفكار ومواجهتها، كما ستقدم للأمهات لمساعدتهن على مناقشة أبنائهن إذا كن يعلمن أنهم يميلون للاستماع إلى الأئمة "المتشددين". وترى الوزيرة أن الحل الأمثل لمنع الأفكار المتطرفة من اختراق الأقلية المسلمة هو منح "الأغلبية الصامتة" (في إشارة للمسلمات) "صوتا أقوى". ومن المقرر أن يقدم هذه الدورات 100 مدرب من شركات متخصصة في هذا الشأن. وتعتقد "بليرز" أن المرأة المسلمة لديها "قوة كامنة يمكن استثمارها كصوت معتدل في المجتمعات التي يستهدفها التطرف". يشار إلى أن نصف نساء الأقلية المسلمة لا يعملن، لذا تعتقد الحكومة أن تحسين تعليمهن ومن ثم فرصهن في العمل سوف يعزز تأثيرهن في هذا المضمار. "المرأة المسلمة يمكن أن يكون لها دور فريد في قلب الأسرة كأخوات وأمهات وصديقات، ولذلك يجب أن يدعمن للعب دور أكبر في معالجة الفكر المتطرف"، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مصدر بالحكومة لم تسمه. تمويل خاص ولتمويل تلك الدورات ستطالب الوزيرة السلطات المحلية بتخصيص جزء من مبلغ 140 مليون دولار أمريكي كانت الحكومة قد رصدته لمكافحة التطرف. وسيتم انتداب المسلمات للعمل مع قادة قطاع الأعمال وكبار الشخصيات الرياضية لاكتساب مهارات الثقة بالنفس والقيادة، وذلك في إطار السعي لمنع الشباب البريطاني المسلم من الانجرار وراء خطاب تنظيم القاعدة وإغراءاته. كما سيغطي التمويل تشكيل جماعات للمرأة المسلمة لتوفير "أماكن آمنة" حيث يمكنهن مناقشة قضايا اهتمامهن. وستطبع الوزارة "وثيقة إرشاد عملية" تؤكد فيها أن "المجتمعات المرنة توجد عندما يكون للمرأة دور ناشط وعملي". وتشير هذه الوثيقة إلى أن وسائل "المتطرفين واستخداماتهم للتكنولوجيا أصبحت أكثر تطورا، فهم يستخدمون وسائل خارج سيطرة الحكومة، مثل شبكة الإنترنت والكتيبات والمقاهي ووسائل الإعلام الحديثة لبث رسائل ماكرة ومغرية" للشباب المسلم. "جاسوسات" غير أن الخطة الحكومية تواجه انتقادات من جانب بعض قادة الأقلية المسلمة، حيث يقول مساعد الأمين العام لمجلس مسلمي بريطانيا "عنايات بنجلاولا": "في البداية، أرادت الحكومة من أئمتنا أن يعملوا كجواسيس على الشباب المسلم البريطاني، والآن يبدو أنهم (الحكومة) يريدون من المسلمات أن يقمن بالعمل ذاته". وبحديثه عن الأئمة يشير المجلس الذي يضم نحو 500 منظمة إسلامية إلى إعلان الوزارة في إبريل 2007 عن مشروع بتكلفة 6 ملايين جنيه إسترليني لتدريب الأئمة الذين تربوا في بريطانيا على مناهضة الأفكار المتطرفة. وردا على موقف المجلس قالت المديرة التنفيذية ل"شبكة النساء المسلمات في بريطانيا" شايستا كوهير: "إن خطة الحكومة لا تتعلق بتحويل النساء المسلمات إلى محققات، ولكنها تركز على منحهن دورا أكبر في الحياة العامة للأقلية المسلمة". ومن حين إلى آخر تعلن الحكومة عن خطة أو برنامج تدريبي يستهدف عنصرا من عناصر الأقلية المسلمة بغية مواجهة "الأفكار المتطرفة" بين المسلمين، وتشكيل نشء مسلم "معتدل". وبحسب وزارة الداخلية، فإن ما بين 10 آلاف إلى 15 ألفا من مسلمي بريطانيا يؤيدون فكر القاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى. وتعرب الوثيقة المقرر نشرها الشهر الجاري عن قلقها من أن المتطرفين يستهدفون الشباب من سن 16 إلى 35 عاما. إلا أن استطلاعا أجري مؤخرًا أظهر أن 98% من مسلمي بريطانيا سيشعرون بالعار إذا قرّر أحد أفراد عائلاتهم الانضمام للقاعدة. ويعيش في بريطانيا نحو مليوني مسلم من مجمل تعداد السكان الذي تجاوز 60 مليون نسمة. المصدر: إسلام اونلاين