على غير عادته في التحفظ على تفاصيل ألبوماته الفنية حتى صدورها، وافق مطرب الراب لطفي دوبل كانون في لقاء خاص مع الشروق على كسر هذه القاعدة ليرفع الستار عن تفاصيل ألبومه الجديد لسنة 2008 والذي اختار له عنوان "كوشمار"، الألبوم المنتظر نزوله مع بداية الشهر المقبل يترقبه معجبو لطفي بلهفة شديدة نظرا للإشاعات التي راجت حول منعه من الصدور بسبب مواضيعه الجريئة بعد تأجيل موعد طرحه في الأسواق أكثر من مرة. هذا الألبوم هو الرقم 15 في إحدى عشرة سنة هي العمر الفني للطفي ولهذا ربما أراده أن يكون عمل مختلف عن سابقيه على كل المستويات وحتى غلاف الألبوم الذي ننشره حصريا أراده المطرب أن يكون على قدر من الرمزية في إشارة واضحة إلى محتوى الأغاني التي جاءت بالغة الجرأة في طرح أهم المواضيع التي يعيش على وقعها المواطن والجزائر وحتى العالم، ليبقى أهم موضوع هو بلا شك العمليات الإرهابية والتفجيرات التي هزت الجزائر في المدة الأخيرة، فبعد انتقاد السياسيين والمسؤولين، ينتقل لطفي إلى المنطقة الخطرة ليغني بكل صراحة وبلغة حادة جدا عن الوضع الأمني في الجزائر ويرفع شعار "حق أريد به باطل" في أغنية "جهاد إبليس" التي بدأها بخطاب للشيخ يوسف القرضاوي في فتوى تحريم الجهاد في الجزائر الذي تسترت تحته الجماعات الإرهابية. ليذهب لطفي إلى أبعد من ذلك في تشريح الوضع في أغنية "كوشمار" التي اختارها لتكون عنوانا للألبوم وفيها يتعرض إلى الوضع الأمني من خلال روايته لليلة رأى فيها كابوسا صاغه في صور تعبيرية بلغة لطفي المميزة تلخص أهم المجازر والأحداث التي هزت الجزائر من بن طلحة إلى تفجيرات قصر الحكومة. الألبوم الجديد لابن عنابه المتمرد يحمل أيضا تجربة جديدة من خلال أغنية "بوليدزاير" التي تتجاوز مدتها العشر دقائق وهي كلمة مركبة، حيث قام بتحويل الجائزة الصحفية الأمريكية المعروفة "بوليتزر" وربطها بالجزائر. وفيها يتحول لطفي إلى جريدة ناطقة تروي مأساة المواطن البسيط وهمومه على شكل صفحات الجريدة. وقال لطفي أن الفكرة جاءته من خلال متابعته اليومية لجريدة الشروق عبر الانترنت، وفيها يتكلم عن ظواهر اجتماعية عدة في الجزائر ويروي الكثير من القضايا السياسية التي انفردت الشروق بنقلها على صفحاتها، فيتغني في الصفحة الاقتصادية عن مشروع قانون المحروقات قائلا: "كثروا التصفيقات وشعلوا المحيرقات احتفالا بقانون المحروقات في هذا المجال مانيش خبير بصح حتى المخلخل فاق للخلل ياسي خليل" وفي الصفحة السياسية يتكلم عن الفساد، فيقول: "الحكومة قريب غرقت وصلها التسونامي كي خرجت لاليست نوار انتاع سلطاني" وقد خص لطفي نواب البرلمان بأغنية شديدة اللهجة بعنوان "الخونة" يتكلم فيها عن الذين يجمعون أصوات الناس في الانتخابات بالوعود الكاذبة ويخونون أمانة الشعب. وعن أحداث قصة حقيقية نشرتها الشروق العام الماضي، ألف لطفي أغنية "يالبحر" يروي فيها قصة "الحراڤ" الذي كتب رسالة لوالديه قبل أن يبتلعه البحر. أما على صعيد الأحداث الدولية الساخنة، يعود المطرب في أغنية خاصة إلى القضية الفلسطينية وما يحدث بين فتح وحماس، ليروي مأساة الشعوب العربية والأمة الإسلامية إلى غاية حادثة اغتيال "بناظير بوتو" ويقول مطلعها: "نهدر على الموشار اللي بلا شرف.. نبداها بالباكستان ورئيس مشرف الشعب قاعدين يموتوا... نحيي الكوراج انتاع النسا وبنازير بوتو". تجدر الإشارة إلى أن الألبوم الجديد للطفي سيحمل 12 أغنية وينطوي على جوانب خفية كثيرة سنعود إليها في حوار ساخن مع المطرب ننشره بعد غد الخميس يكشف فيه الكثير من القضايا.. سمير بوجاجة