هاجمت القناة الفرنسية السادسة "أم 6"، الشروق اليومي واتهمتها بتضليل الرأي العام الجزائري والتشهير بقضية الطفلة صفيّة ومحاولة إدراجها في خانة التنصير. وقالت القناة في حصّة "66 دقيقة" التي بثّتها يوم الأحد في الساعة الخامسة وأربعين دقيقة مساء، بأن الشروق صحيفة تمارس من خلالها السيدة بن نكروف صفية - وهي جدّة الطفلة صفية- "الدعاية لقضية صفية بعد أن خسرتها" على حدّ تعبيرها. وتفاعلا مع هذه القضية، قالت محامية عائلة بن نكروف الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم "للشروق" بأنها ستطّلع على "الوثائقي" الذي بثته "أم 6" وستقرر ما إذا كانت ستتابع القناة قضائيا إذا وردت فيه أية مغالطات. هذا، فيما قررت خالة صفية رفع دعوى قضائية ضد القناة بتهمة التصوير من دون رخصة وإظهار شخصيتها من دون موافقتها، وقد توجّهت خالة صفية بطلب رفع الدعوى إلى وزير الخارجية مراد مدلسي، كما راسلت القنصل الفرنسي العام لفرنسا بالجزائر والنائب العام لباريس، تشتكي فيها القناة وتُعلِمهما برفع دعوى ضدّها. "الوثائقي" الفرنسي الذي بثته "أم 6" في إطار سلسلة المتابعات التي تقوم بها الصحافة الفرنسية المكتوبة والثقيلة، يأتي لكي يُقدّم "خدمة" لجاك شاربوك الفرنسي الذي يدّعي أبوته لصفية والذي لا يزال يرفض إلى اللحظة الخضوع لقرار العدالة بإجراء تحاليل الحمض النووي، وهو السبيل القانوني الوحيد والأكيد أمامه ليثبت لعائلة بن نكروف وللعالم ادّعاءاته بأبوته للطفلة. فقد قدِمت قناة "أم 6" يوم العاشر من ديسمبر الفارط إلى الجزائر رفقة فريق صحفي وتوجّهت إلى بيت السيدة "بلحوسين.أ" خالة صفية في الجزائر العاصمة، وطرقوا بابها، ففتحت لهم وسألتهم عن هويتهم وعن سبب قدومهم، فأخبروها بأنهم من القناة السادسة الفرنسية وأنّهم قدِموا لكي يُقدّموا لصفية هدية عيد الميلاد بمناسبة مولد المسيح عليه السلام ظنا منهم أن صفية عند خالتها، فأغلقت الخالة الباب في وجوههم ورفضت استقبالهم. تجدر الإشارة هنا إلى أن القناة الفرنسية كانت تصور منزل خالة صفية، كما صورتها هي شخصيا من دون رخصة، وهو أمر لا يسمح به القانون بل ويعاقب عليه. وحاول شاربوك من خلال" وثائقي" "أم 6" أن يُفهِم السلطات الفرنسية والجزائرية بأنه مسلم، وأنه أعلن إسلامه في الجزائر وبالتالي فإن زواجه من أم صفية زواج صحيح، لكن تقول الأستاذة بن براهم أن كلام شاربوك مردود عليه والوثائق التي بحوزتها تثبت بأن شاربوك ليس مسلما، وأنه زوّر وثائق إسلامه وهي محل طعن أمام القضاء، فضلا عن تزويره لعديد من الوثائق. لقد كشف شاربوك في "الوثائقي" أن السلطات الفرنسية وعدته بأن تُعيد له "ابنته" مع نهاية العام المُنقضي، وهو ما يؤكّد بأن السلطات لفرنسية كانت تسعى بكل آلتها الديبلوماسية والقنصلية إلى استرجاع صفية لكنّها لم تُفلح. وبدا شاربوك مُتحسرا وهو يقول "نحن الآن في جانفي من السنة الجديدة، ورغم ذلك لم أحصل على شيء"، كما اتهم المتحدث العدالة بعدم إنصافه. وكان شاربوك قد تلقى وعودا من القناصلة الفرنسيين في الجزائر باسترجاع صفية، كان آخرهم وعد تلقاه من قنصل وهران، كشف عنه خلال "الوثائقي"، قائلا بأن القنصل قال له "أمهلني بعض الوقت لدراسة الملف وأن السّلطات ستنفّذ وعودها". ويكشف تناول "أم 6" قضية صفية بعد أن تناولتها صحيفتان أُخريان كانت إحداهما الجريدة الفرنسية الأولى "لوموند"، عن الحملة "المنظمة" التي ينتهجها الفرنسيون (سياسيون وديبلوماسيون وإعلاميون) لاسترجاع صفية، وتبنّيهم لهذه القضيّة. م. هدنه