من فتاوى رضاعة الرجل من ثدي المرأة، إنتقل بعض الشيوخ من الغارقين في الترف الفكري أو من الذين لم يجدوا موضوعا يفتون فيه إلا الإفتاء في إمكانية أن تضرب المرأة زوجها، والغريب أن هذه الفتوى الغريبة تم الإجماع فيها ما بين فريقين من المسلمين لم يسبق وأن اتفقوا على شيء وكل منهما يكفر الآخر وهما بعض الشيعة وبعض السلفيين. وكان الشيخ محمد حسين فضل الله وهو مرجعية شيعية لبنانية وأحد المقربين من حزب الله قد أفتى سابقا بأن يجوز للزوجة التي يضربها زوجها ضربا مبرحا أن ترد عليه بضرب مماثل، واعتمد الشيخ فضل الله على آية من سورة البقرة "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم" ولم تنم هذه الفتوى كثيرا حتى تحرك بعض الشيوخ في المملكة العربية السعودية من المحسوبين على السلفية ومن المصابي بالترف الفكري ليحركوا هذه الفتوى التي أصبحت حديث الإعلام العربي، إذ افتتحت بها مجلة روتانا (الشبابية) وقدمتها في صفحتها الأولى بعنوان مثير (يجوز للمرأة شرعا أن تضرب زوجها).. وتحول بذلك الحديث عن الإعتداءات التي تتعرض لها الفحولة العريبة من الإسرائيليين والأمريكيين إلى دعم آخر بأن يتم القضاء عليها نهائيا بضرب النساء للرجال.. ورغم أن بعض الشيوخ قدموا بعض التبريرات مثل تواجد إمرأة مسلمة في حالة دفاع عن النفس بعد أن تعرضت لضرب مبرح من زوج سكير مثلا، أو لأجل الدفاع عن أبنائها من بطش زوج متهور لإنقاذ فلذات كبدها، حيث يجوز لها هنا استعمال ما تمتلك من قوة لكبح جماح هذا الزوج الهائج.. لكن كل ذلك تم استغلاله من جمعيات نسائية ووسائل إعلام أصبحت تصدم القراء العرب بعناوين تقلب نظرتهم الأولى للإسلام وتدعو للمساواة حتى في الضرب.. إحصاءات مصرية سابقة قالت أن عدد المصريات اللائي يضربن أزواجهن تتجاوز الربع من المتزوجات وهو رقم لا يختلف في الكثير من الدول العربية والإسلامية ومثل هاته الفتوى سترفع الرقم إلى النصف أو أكثر وحينها لن تجد (الرجولة) العربية من مفر.. فالعدو من أمامها والأنوثة من خلفها!! ب. عيسى