بعد فتنة كبيرة أحدثها وسط الناس، تراجع أمس، الدكتور عزت عطية عن فتواه المثيرة للجدل التي أجاز فيها إرضاع المرأة للشخص الكبير إذا كانت ضرورات العمل تجعلهما في خلوة شرعية، قبل أن يعود ويقدم اعتذارا عن فتواه، معتبرا أنها كانت لواقعة خاصة، الدكتور عزت إبراهيم، الذي يرأس لجنة الحديث بمجمع الأزهر الشريف بمصر، أصدر فتواه التي قلبت عليه الدنيا في مصر، وفي عدة دول عربية أخرى لم تفهم شيئا هذه الخرجة التي صنفت في سياق تشويه العقيدة والإسلام لا أكثر ولا أقل، في الوقت الذي هدد فيه البرلمان المصري بالتحرك في حالة لم تتحرك مشيخة الأزهر. الفتوى الغريبة للدكتور المذكور وهو رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر أباحت للمرأة العاملة أن تقوم بإرضاع زميلها في العمل منعاً للخلوة المحرمة، إذا كان وجودهما في غرفة مغلقة لا يُفتح بابها، إلا بواسطة أحدهما، وأضاف أن إرضاع الكبير يكون خمس رضعات، وهو يبيح الخلوة ولا يحرم الزواج، وأن المرأة في العمل يمكنها أن تخلع الحجاب أو تكشف شعرها أمام من أرضعته، مطالباً بتوثيق هذا الإرضاع رسميا، ويكتب في التوثيق أن فلانة أرضعت فلانًا. وعلى صعيد ردود الفعل، فقد صرح عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت الدكتور محمد الطبطبائي على أن هذه الفتوى باطلة ولا يجوز العمل بها، مؤكدا أنه من المؤسف أن نصل إلى ما وصلنا إليه من أن نستخدم الأحاديث النبوية الشريفة في غير موضعها.. من جهته، اكتفى شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي بمطالبة مجمع البحوث الإسلامية بإعداد تقرير للتحقيق مع الدكتور عزت عطية، بسبب هذه الفتوى الغريبة، والذي سبق له أن تحدى الجميع عندما عبر عن استعداده لتحمل تبعات موقفه حتى لو فقد موقعه كرئيس لمجلس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أما دار الإفتاء المصرية، فقد حذرت من شغل الناس بقضايا فكرية وخلافية للتشويش على عقيدتهم وما يهمهم في أمر دينهم، وأكدت في بيان لها أن مفتي مصر الدكتور علي جمعة رفع أمر ما يحدث حالياً، من تشويش إلى مجمع البحوث الإسلامية ليرى فيه رأيه، هذا ونقلت صحيفة الكرامة المصرية السيدة ملكة يوسف أستاذة الفقه في جامعة الأزهر قولها. مهما كانت وظيفة من طرح هذا الأمر يكون إنسانا غير محترم ولا يرد عليه إلا بضربة بالحذاء. وفي حديث أجرته معه قبل يومين صحيفة الوطن الكويتية قال عطية إنه لو كان الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون قد رضع من ثدي متدربة البيت الأبيض مونيكا بيلونسكي لانحلت مشكلة الخلوة الشرعية بينهما وما ترتب عليها من مشاكل أخلاقية، لأنها كانت ستصبح أخته في الرضاع وبالتالي تحرم عليه، وحول ما إذا كان يرضى كعالم وداعية بأن تكشف المرأة المسلمة صدرها أمام رجل غريب قال عزت عطية لا يلزم من الإرضاع كشف الثدي كله، وأكثر المسلمات يرضعن والثدي مغطى ؟ والأكثر من ذلك رفض هذا الدكتور الإعتراف بأن الفتوى التي أثارها فيها إساءة إلى الإسلام بدعوى أن الإساءة تظهر بالفعل في الإعتراض على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. نسيم لكحل