يواجه وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، الطيب بلعيز، تصلب وعناد سلوكات المسؤولين المحليين بدءا من الولاة إلى رؤساء المجالس الشعبية البلدية، الذين يرفضون في عمومهم استقبال المواطنين والاستماع لانشغالاتهم بصفة دورية. وما كان وزير الداخلية أن يشدد على ضرورة التزام الولاة ورؤساء الدوائر والبلديات بتخصيص يوم في الأسبوع لاستقبال المواطنين للإصغاء لمشاكلهم وقضاء حاجياتهم لولا تأكده من أن ممثلي الدولة على المستوى المحلي، يرفضون التفاعل مع قضايا المواطنين وانشغالاتهم اليومية، فمعظم ولاة الجمهورية يرفضون استقبال المواطنين، وفي غالب الأحيان يكلفون ممثلين عنهم لتلقي شكاوى المواطنين، بينما تبرمج أيام الاستقبال في العديد من الولايات حسب الأهواء، وعادة ما تكون بطلب خطي مسبق، يتقدم به المواطن للوالي عن طريق مكتب التنظيم. وخاطب بلعيز الولاة خلال إشرافه على حفل تنصيب الوالي الجديد لتمنراست بالقول " لن أتسامح مع أي إخلال أو تقصير أو إهمال بشأن تخصيص يوم واحد في الأسبوع لاستقبال المواطنين"، معتبرا استقبال المواطنين من طرف المسؤولين في الولايات والدوائر والبلديات أمر إجباري من أجل الاستماع لانشغالاتهم وإشراكهم في اتخاذ القرار. واضطر بلعيز لتقديم دروس في المسؤولية عندما قال بالمناسبة "إن الوالي ورئيس الدائرة ورئيس البلدية مسخرين لخدمة المواطن وإشراكهم في القرار وهذه هي مهامهم الأساسية، كما أن ذلك هو حق للمواطنين الذين يمارسون السلطة عن طريق منتخبيهم". وأضاف أن موظفي الدولة "مهما كانت مناصبهم والمنتخبين وجميع أعوان الدولة ومؤسساتها مسخرين لخدمة المواطن" مذكرا أن مبدأ إشراك المواطنين في تسيير شؤونهم وإدارة أمورهم "مبدأ محسوم في الدستور وقوانين الجمهورية".