اسمه رضوان، يبلغ من العمر 18 سنة، طوله 90 سم ولا يزن سوى 11 كيلوغراما. عرف في حياته منذ مولده العديد من الأحداث لعل أهمها أنه ولد "مختنا" وفي لقائنا معه كشف ل "الشروق اليومي" عن العديد من المفارقات جعلتنا نقول سرا وعلانية "سبحان الله ...إن لله في خلقه شؤونا". عندما تراه تعتقد بأنه طفل صغير لا يتعدى عمره الخمس سنوات وليس شابا يافعا قد بلغ من العمر سن الرشد. هيئته المورفولوجية جد طبيعية لا تكشف أن الشخص الذي شاهدته هو في حقيقة الأمر "قزم"، حتى أنه يختلف عن شريحة صغار القامة، وهذا ما يثير استغراب كل من يراه، خاصة وأنه يمتاز بصحة جيدة ولا يجد أي صعوبة في التحرك. وإن كان "جول محمد" القاطن بإحدى القرى في غرب نيبال بالهند يعتبر أقصر رجل في العالم بطول يصل إلى 70 سم ووزن 4,5 كيلوغرام ويبلغ من العمر 14 السنة، فإن ابن منطقة سيدي العبدلي بولاية تلمسان يشكك كثيرا في حقيقة ذلك، مؤكدا على أن صورة "جول محمد" تظهره وكأنه شبه معوق عاجز عن مساعدة نفسه، بالإضافة إلى أن ملامح وجهه تشير إلى أنه أكبر من سنّه بكثير وأنه في حدود 30 سنة. هذه الاختلافات في شخص محمد جول جعلت رضوان يصر على أنه يمتلك قامة صغيرة تصل حسب بطاقة التعريف الوطني إلى 90 سم، وهو ما جعله يتشبث بكونه أصغر رجل في العالم في سنه. رضوان الذي فضل أن تكون "الشروق" هي وجهته الأولى لنشر صوره والكشف عن بعض الأسرار التي صاحبته منذ مجيئه إلى هذه الدنيا ذات ثلاثاء من 22 ديسمبر 1990، كشف أيضا أنه يمتلك العديد من المواهب ويحمل إرادة قوية في الذهاب بعيدا خاصة في مجال التمثيل إن هو وجد يد المساعدة من قبل مؤسسات الإنتاج التلفزيون. فبالإضافة إلى خفة الروح وحب الفكاهة التي يتميز بها فرضوان أيضا راقص ممتاز. حيث يجيد الرقص العصري خاصة على موسيقى "الراب" ويحسن العديد من الحركات الرياضية في أشكال مختلفة، ناهيك عن كونه سريع الحركة ويمتلك ذكاء خارقا بشهادة كل من يعرفه، كما جاء ذلك على لسان شقيقه الأكبر الذي حدثنا طويلا عن العديد من الأمور الغريبة التي حصلت لرضوان منذ ولادته وإلى غاية بلوغه السن 18، منها تلك الحادثة التي بقيت تثير علامة استفهام كبيرة عند والدة رضوان وباقي أفراد عائلته، حيث تؤكد والدته -على لسان شقيقه محمد- أنه ولد في هيئة طبيعية كباقي الأطفال حديثي الولادة وبعد مرور أيام عن ولادته لاحظت والدته تغيرا في شكله الجسماني، بالإضافة إلى قطرات دم على القماش الذي كان يلف جسده، مما دفع بالأم إلى نقله عند الطبيب الذي أكد لها أن رضيعها ولد "مختونا" وأنه ليس بحاجة إلى عملية ختان وتم تنظيف جهازه التناسلي من قطرات الدم التي تساقطت على جسده. هذه الحادثة أكدها أيضا رضوان في حديثه إلينا بل ذهب أبعد من ذلك عندما كشف لنا حادثة أخرى تتمثل في كونه نطق بأولى الكلمات وهو لا يتجاوز 3 أشهر، وهذا ما أكدته والدته لباقي أفراد العائلة. رضوان الذي لا يزال يدرس في السنة الثامنة أساسي بإكمالية خيرة شاوي بسيدي العبدلي. وكشف أيضا على حادثة لا تقل غرابة عن الأحداث السابقة تكمن في كونه استطاع قراءة كتاب السنة السادسة أساسي بطريقة مقلوبة أي من آخره إلى أوله وعمره لا يتجاوز 9 أشهر. هذه القدرة الكبيرة على الاستيعاب دفعتنا من جانبنا لأن نسأله عن السبب الذي جعله لا يزال يدرس في السنة الثامنة أساسي رغم أن عمره يفوق هذه المرحلة الدراسية بكثير. فجاء الجواب على لسان شقيقه الأكبر الذي أكد على أن رضوان في صغره كان يعاني من نوبات متكررة تتسبب في دخوله في حالة غيبوبة، بالإضافة إلى أنه كان يجد مضايقات كبيرة من قبل الأطفال الصغار الذين كان يدفعهم فضولهم إلى الالتفاف حوله كلما ذهب إلى المدرسة، وهذا ما جعل والده يفكر في إبعاده عن مقاعد الدراسة في تلك المرحلة وكان ذلك سببا في تأخره عن الالتحاق بالدراسة، حيث لم يتم تسجيله إلا عندما بلغ 10 سنوات. هذه الحالة الاستثنائية والخاصة جدا في عائلة جغواني وعند سكان سيدي العبدلي وتلمسان ليست حالة وراثية لأن رضوان هو الابن الوحيد في العائلة الذي جاء على هذا الشكل، أما بقية إخوته فلهم أشكال جسمانية جد طبيعية. قصر قامة رضوان لم يشكل له أي عقدة نفسية وإنما جعله ينفتح على الآخرين والدليل أن معظم أصدقائه هم إطارات سواء في الجيش الشعبي أو في قطاعات أخرى، وتوسعت دائرة معارفه إلى مسؤولين رسميين ومنهم والي تلمسان ورئيس دائرة بن سكران وأيضا فنانين ومن بينهم الفكاهي مصطفى المعروف ب "مصطفى غير هاك"، حيث سيبدأ رضوان مع بداية الشهر الجاري تصوير مشاهد فيلم فكاهي سيجمعه مع الفكاهي مصطفى وهو أول عمل فني سيقوم به رضوان في انتظار أن تفتح له الأبواب لتفجير مواهبه والكشف عن قدراته التي لا تزال دفينة في أعماق نفسه. أمنيته في هذه الحياة أن يلتقي برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وهي أمنية يقول عنها رضوان بأنه يحققها آجلا أم عاجلا ما دامت الإرادة موجودة، بالإضافة إلى أمنية ثانية يريد من خلالها أن يصبح فنانا مشهورا ويكون مفخرة للجزائر وللذين يحبونه. كلمات أخيرة قالها لنا وهو يفارقنا ويختفي بجسده بين أقدام الراجلين "قولو ل "الشروق" تتهلى فيا..." عبد القادر بوشريف