اعلنت كييف، الاربعاء، اتفاقا مع موسكو على وقف لإطلاق النار في شرق أوكرانيا الانفصالي الموالي لروسيا، لكن الرئيس الأميركي باراك اوباما تعامل بحذر مع هذا الإعلان، فيما اكد الكرملين ان روسيا لا تستطيع ان تتخذ قرارا يتعلق بهذا التدبير "لأنها ليست طرفا بالنزاع". واعلنت الرئاسة الاوكرانية في بيان ان الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ناقش في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "وقفا شاملا لاطلاق النار ... لقد اتفقا على وقف لاطلاق النار في حوض دونباس" المعروف بمناجمه في الشرق الذي يضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك حيث تدور معارك عنيفة. وأوضحت موسكو ان "بوتين وبوروشنكو ناقشا في الواقع تدابير من شأنها ان تكون ملائمة لوقف لاطلاق النار بين المتمردين والقوات الاوكرانية". لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أكد أن "روسيا لا تستطيع في الواقع التفاوض على وقف لاطلاق النار لأنها ليست طرفا معنيا بالنزاع". وتعليقا على إعلان كييف الذي حصل قبل اقل من ساعتين من مؤتمره الصحافي في تالين باستونيا وعشية قمة للحلف الاطلسي في ويلز، قال الرئيس الاميركي ان "من المبكر جدا" الحكم على أهميته الحقيقية. وفي تصريح صحافي قال اوباما الى جانب نظيره الاستوني توماس هندريك ايلفيس، "من المبكر ان نقول ماذا يعني هذا الوقف لاطلاق النار". وأضاف "اذا كانت روسيا فعلا ... مستعدة للتوصل الى اتفاق سياسي، فهذا امر نتمناه جميعا. وهذا يعني احترام المعايير الدولية. وهذا لا ينطبق على ما رأيناه في اوكرانيا". وأعرب الاتحاد الأوروبي عن الحذر نفسه. وقالت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي مايا كوسيانجيتش "اذا ما تأكدت هذه الأنباء (عن وقف إطلاق النار)، سيكون ذلك تطورا ايجابيا، لكننا نحتاج الى مزيد من المعلومات". ومنذ بداية النزاع الذي اسفر عن حوالى 2600 قتيل خلال حوالى خمسة اشهر وحمل اكثر من نصف مليون اوكراني على الفرار من منازلهم، تتهم كييف والبلدان الغربية موسكو بدعم الانفصاليين في شرق اوكرانيا من خلال تزويدهم بالاسلحة ومدهم بالمقاتلين. وشدد اوباما من جهة اخرى، الأربعاء، على التزام الولاياتالمتحدة "الثابت" الى جانب استونيا. وقال ان "استونيا لن تكون أبدا وحيدة"، مؤكدا على البند الخامس من ميثاق الحلف الاطلسي الذي ينص على التضامن بين الدول الاعضاء في حال تعرض احداها لاعتداء. واعلن ايضا ان قوات جوية اضافية ستأتي لاجراء تدريبات في المنطقة.