أبدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما استعداده للمصادقة على قصف سوريا في إطار العملية العسكرية التي أعلنتها بلاده ضد جماعة ما يسمى بالدولة الإسلامية، هذا ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مصادر في الإدارة الأمريكية. وفي نفس الوقت صرح وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن ضرب مواقع الإرهابيين في سوريا دون موافقة الحكومة في البلاد سؤدي إلى تفاقم حاد في وضع المنطقة المتوتر، كما عبر عن مخاوفه من عدم اكتفاء القوات الأمريكية بضرب الإرهابيين بل تعديها ذلك بقصف قوات الجيش السوري. يشير المحلل السياسي ياسر قبيلات إلى اعتقاده بأن روسيا تدرك حق الإدراك أن نشاط "جماعة "الدولة الإسلامية" ليس إلا ذريعة للقيام بحملة عسكرية واسعة النطاق في المنطقة: "هذا التصريح يعيدنا إلى جوهر المشكلة، التنظيمات المختلفة على صورة "داعش" تخدم أهداف الولاياتالمتحدة في المنطقة، وقول لافروف يدل على إدراك ما تريده واشنطن في حقيقة الأمر، فهي تريد ضرب توازن القوى القائم في المنطقة" . يشير خبراء آخرون إلى أن الأمريكيين الذين يريدون قصف الأراضي السورية عليهم أن ينظروا في النتائج المحتملة التي تنتظر أمريكا نفسها، ومن هؤلاء الخبراء المستشرق الروسي فيتشسلاف مَتوزَف الذي يقول: " تحذير لافروف يتعلق بالسياسة الروسية في الشرق الأوسط، ومبدؤها اليوم ألا يُسمح بإخراج النزاع السوري إلى خارج حدود الدولة السورية وبالتالي تحويله إلى صراع إقليمي أو دولي، أمريكا بقصفها تخل بهذا المبدأ، من الواضح تماما أنها ترغب رغبة كبيرة بشن حملة عسكرية ضد سوريا، وقد حاولت القيام بذلك تحت ذريعة وجود أسلحة كيميائية لدى دمشق، ولكنها أخفقت في سعيها آنذاك، أما اليوم فقد وجدت مبررا جديدا، يتمثل بنشاط جماعة "الدولة الإسلامية"، ولكن انتهاك سيادة سوريا يعني الرد السوري المشروع، ولديهم وسائل الدفاع الجوي التي تسمح لهم بذلك، كما أن لديهم جيش مخضرم في المعارك، بالإضافة إلى ذلك سوف توسع أمريكا بقصفها مكمن عدم الإستقرار الذي سيصبح أكثر بكثير خطورة من ليبيا الحالية، ولا يجب أن ننسى العواقب السياسية، فطبيعة العلاقات الروسية الأميركية فيما يتعلق بالأحداث في أوكرانيا تدل على أن روسيا تدرك جيدا جوهر النوايا الأميركية على المستوى العالمي، روسيا لن تقف صامتة وهي ترى كيف تدمَّر سوريا، أي أن العدوان الأمريكي سيؤدي إلى المزيد من المواجهة". ما الذي سيحصل إذا بدأت أمريكا بقصف مواقع "داعش" دون موافقة سوريا المعلنة أو الصامتة؟ سيكون ذلك مؤشرا على إمكانية قصف سوريا، ما يعتبر الهدف الأمريكي الأول في كل هذه الحكاية المأساوية. أما ما يتعلق بداعش فليس من المؤكد أن تضعفها الضربات الأمريكية، وقصة قصف القوات الأمريكية ل "طالبان" في أفغانستان خير شاهد على ذلك، بل على العكس بفضل هذه الضربات أصبحت "طالبان" تظهر بمظهر الضحية، ما استقطب إلى صفوفها مناصرين جدد، ولعل هذا الأمر بالذات هو الهدف الثاني لأمريكا.