جاء خبر تأجيل الحفل المنتظر للمطرب الفرنسي الكبير شارل أزنافور ليصاب عديد من عشاقه في الجزائر بخيبة أمل كبيرة، لكن في الأصل، فإن الأمر لم يكن بالمفاجأة بالنسبة للعاملين في الوسط الفني، حيث تناقلت الألسن منذ أكثر من أسبوعين خبرا شبه مؤكد عن عدم تمكن الشركة المنظمة "2 ريف" لصاحبها "فريد بل أغا" من الوصول إلى اتفاق مع النجم الفرنسي بسبب العجز المالي الذي تعاني منه، وكذا المشاكل الكبرى التي رافقت أغلب النشاطات الفنية التي نظمتها في الجزائر سابقا. وحسب معلومات مؤكدة، فإن إلغاء الحفل جاء بعد أن أخلت الشركة ببنود العقد مع المطرب، فيما يخص الالتزامات المالية، بينما يرى العاملون في ميدان تنظيم الحفلات أن الحفل الذي كان مقررا يوم 31 جانفي بالقاعة البيضاوية هو مجرد مراوغة من طرف صاحب الشركة وكل الإشهار الذي سبقه كان مجرد حرب بسيكولوجية مقصودة لضرب شركائه السابقين. حيث يكون قد أقدم على الإعلان عن الحفل، وهو يعلم مسبقا أنه لن يتمكن من ذلك، وهو أمر قد يبدو غريبا، لكن القلة القليلة التي تعرف هذه الشركة وخباياها تعرف أن كل شيء وارد، فشركة "2 ريف" ليست شركة عادية، فقد ظهرت وانتشرت في وقت قياسي وأحيطت بهالة كبرى وغموض أكبر وتداولت حينها إشاعات عن امتلاكها من طرف ابن جنرال معروف يقف وراء الحفلات الكبرى التي تنظمها الشركة في فنادق ذات خمس نجوم بالعاصمة... لكن أخطاء الشركة كانت كثيرة وتكررت سقطاتها لينكشف المستور ويتضح أن كل ما في الأمر هو استغلال أحد المساهمين في هذه الشركة لاسم عائلته التي تربطها علاقة قرابة بعيدة بالجنرال الذي لم يكن يعلم بتصرفات هذا الأخير، وكانت السقطة الأولى في حفل "دافيد فانديتا" الذي نظم بفندق الشيراطون وتحول إلى مهزلة بسبب سوء التنظيم، حيث تعرضت عديد من منشآت الفندق إلى الإتلاف، ما جعل إدارة الفندق تتخذ قرارا بعدم التعامل مع الشركة مستقبلا، وهو القرار الذي ألغي بموجبه أيضا، عقد كانت قد أبرمته الشركة مع الشيراطون لأجل إقامة خيمة خاصة بإطارات سوناطراك وهو عقد بالملايير أثار ضجة كبرى الصيف الماضي،. بعدها حاولت الشركة استعادة هيبتها بتنظيم حفل بفندق الهيلتون للمطربة "لارا فابيان"، لكن السهرة التي كانت ستصنع الحدث الفني البارز تحولت هي الأخرى إلى مهزلة أخرى بعد أن ألغي الحفل في اللحظات الأخيرة بعد أن بيعت التذاكر بخمسة الاف دينار ومازال الجمهور حتى الآن يطالب إدارة الفندق بتعويض تذاكر الحفل الوهمي، ما أدى إلى وضع الشركة على القائمة السوداء لهذا الفندق، فمكان من أصحابها إلى الهروب باتجاه مسرح الهواء الطلق لتنظيم حفل مطربة الهيب هوب "ديامز" قبل شهر رمضان بأيام، وهو الحفل الوحيد الذي نجح جماهيريا، لكنه فجر قنبلة وسط الشركاء، حيث استفرد مدير الشركة بمداخيل الحفل لنفسه بدعوى تعويض خسارة الحفلات السابقة، لأنه كان ممولها وطار باتجاه فرنسا ليعود مع بداية العام للحديث عن حفل شارل ازنافور الذي كانت نهايته منتظرة. سمير بوجاجة