تعتزم الحكومة عقد سلسلة من الاجتماعات الوزارية المشتركة، لبحث سبل وكيفيات حماية وتأمين البنى التحتية والمشاريع الإستراتيجية الكبرى، العاكفة على إنجازها يتصدرها مشروع الطريق السيار شرق- غرب، ومشروع السكة الحديدية، وكذا مشاريع السدود. بالموازاة أفضى المجلس الوزاري المنعقد أمس، بخصوص مشروع الطريق السيار، الى تفويض الدوائر الأمنية المختصة، مهمة تأمين الرواق في خطوة احترازية ووقائية بعد أن قطع مشروع القرن خطوات هامة ووصل مرحلة تستدعي تبني نظام الدوام المستمر الذي يستدعي توفير حماية أكبر ورفع تعداد التواجد الأمني برواق الطريق. وقالت مصادر "الشروق اليومي"، إن المجلس الوزاري المنعقد أمس، الذي تناول كيفية تأمين الطريق السيار، والذي يندرج ضمن سلسلة المجالس التي برمجتها الحكومة، لبحث تأمين مشاريعها الإستراتيجية، أقر تكليف اللجان الولائية للأمن بدراسة أولويات المواقع الحساسة، الى جانب ضرورة تنظيم حركة الأجانب وفق ما تقتضيه أحكام القانون الذي ينظم حركتهم، علما أن آخر الأرقام الرسمية تؤكد إحصاء 7 آلاف عامل أجنبي تابع للمجمعين الصيني واليباني. وحسب القانون الساري المفعول، فإن قوات الأمن الوطني والدرك ملزمة بتوفير طوق أمني خلال مرافقتهم في تنقلاتهم، ومن غير المستبعد أن يتم اللجوء الى تنظيم دورات جوية لقوات الأمن لمراقبة الرواق جوا. وأفادت مصادرنا أن هذه الإجراءات تعد استراتيجية استباقية أقدمت عليها الحكومة لتأمين وحماية مشاريعها، وبخاصة المشرفين على إنجازها من الأجانب، على الرغم من أن وزارة الأشغال العمومية كجهة وصية على المشروع أكدت أنها لم تتلق أي شكوى من المجمعين الصيني والياباني المكلفين بإتمام ال927 كيلومتر المتبقية من مسافة ال1216 كيلومتر التي تمثل إجمالي المشروع. كما أن الإجراءات الأمنية التي تأتي في سياق طبيعي لحماية المشروع، شكلت مطلبا رئيسيا تقدم به وزير الأشغال العمومية، عمر غول، لرئيس الحكومة، عبد العزيز بلخادم، خلال المجلس الوزاري المنعقد الأحد الماضي، الذي حضره 24 واليا من ولاة الجمهورية الذين يعبر تراب إقليمهم المشروع، وذلك بعد أن طرح الوزير انشغالا بخصوص ضرورة توفير حماية أكبر للمشروع على اعتبار أن مرحلة الإنجاز أضحت تتعلق بالعقد الثاني، والذي يشمل مقاطع جبلية وعرة وتستدعي تكثيف الرقابة عليها على اعتبار أن الشركات تعمل وفق نظام الدوام المستمر -ليلا ونهارا - لدفعها للتمسك بهذا النظام الذي يعد أحد رهانات قطاع الأشغال العمومية لتسليم المشروع كاملا في آجاله القانونية، كما يستدعي حماية بالنظر الى نوعية وسيلة العمل المستخدمة في المواقع الجبلية والتي تستدعي أحيانا استخدام مواد متفجرة. مطلب الوزير القاضي بتأمين الرواق، تعامل معه رئيس الحكومة بإيجابية، وعقد لأجله مجلسا وزاريا آخر أمس، حضره ممثلون عن وزارة الدفاع الوطني ووزير الداخلية والجماعات المحلية والدوائر الوزارية ذات العلاقة بالمشروع، الذي قطع أشواطا هامة على مدى ال24 ولاية التي يعبرها في شطر الوسط على مسافة 169 كيلومتر وعلى مسافة 359 كيلومتر بشطر الغرب، وهما الشطران المكلفة بإنجازهما سيتيك الصينية، ومسافة 399كيلومتر التي تمثل شطر الغرب الموكل للمجمع الياباني كوجال. مسارعة الحكومة الى عقد سلسلة من المجالس الوزارية المشتركة لتأمين مشاريعها، تؤكد عزمها على تبني استراتيجية وقائية مسبقة لتقليص عنصر المفاجأة وحماية المشاريع الإستراتيجية الكبرى التي ضخت لأجلها ملايير الدولارات من الخزينة العمومية، موازاة لحماية العمال الأجانب والجزائريين من أي اعتداء، كما تأتي في أعقاب التطمينات التي قدمها وزير الأشغال العمومية بتنظيمه زيارات لمواقع العمل في أوقات متقدمة من الليل. سميرة بلعمري