كشفت التحقيقات التي قامت بها مصالح الأمن الوطني، بخصوص الهجوم الانتحاري، الذي استهدف مقر الشرطة القضائية للثنية، بولاية بومرداس، الواقعة على بعد 50 كلم من العاصمة، أن الشاحنة من نوع "فورد" التي كان يقودها المدعو، مصطفى لعبيدي، منفذ العملية الانتحاري، تم استيرادها من الخارج عبر ميناء الجزائر، بالتواطؤ بين جمركي بذات الميناء ومستوردها المغترب. وقام أفراد الأمن الوطني لبومرداس، خلال الأسبوع الفارط، بإلقاء القبض على 9 أشخاص ثبتت ضدهم تهمة دعم وإسناد التنظيم الإرهابي "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، في تنفيذ اعتداء الثنية، الذي استهدف مقر الشرطة القضائية، وذلك بعد عملية ترصد دامت أسبوعا كاملا. ومن بين المتورطين، جمركي ومواطن مغترب قاما بإدخال الشاحنة عبر ميناء الجزائر، حيث أكدت مصادر قريبة من التحقيق أن الموقوفين التسعة اعترفوا بالتهم المنسوبة إليهم، بعدما تبين أن جميع عناصر الجماعة التي كانت على صلة بالعملية، تم إلقاء القبض عليهم، ويرتقب تقديمهم اليوم، أمام وكيل الجمهورية. وحسب معلومات تسربت من التحقيق، إلى الشروق اليومي، استنادا إلى اعترافات المعنيين، فإن العملية تمت بإحكام تام، بعدما قام المغترب بجلب الشاحنة من نوع "فورد"، ذات ترقيم أجنبي، ليقوم بعدها الجمركي بتمريرها، متجاهلا إجراءات الجمركة والعبور، حيث قام بحذف الشاحنة المصحوبة، التي من المفروض أن تكون مدونة مع جواز سفر صاحبها، وعليه تم إخراج الشاحنة من الميناء خلسة وفي ظروف غامضة، دون إخضاعها للإجراءات القانونية الروتينية، وتم توجيهها مباشرة إلى معاقل "القاعدة" المتواجدة بمنطقة الثنية، حيث تم تزوير رقمها التسلسلي تفاديا لاكتشاف مصدرها. هذا، وقد كان الهجوم الانتحاري الذي تبناه تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، واستهدف صباح الثلاثاء 29 جانفي الماضي، مركز الشرطة القضائية للثنية، قد خلف قتيلين و30 جريحا، إضافة إلى تعرض بنايات المدنيين المجاورة لذات المركز إلى أضرار جسيمة. ريم. أ