تقوم إحدى المنظمات الفرنسية هذه الأيام بالاحتيال على الجزائريين الذين يطلبون نسخة من "الوينداوز فيستا"، فعوض ان ترسل إليهم أقراص لهذا البرنامج وفق ما طلبوه عبر الانترنيت تبعث لهم قرصا يدعو إلى التنصير يتضمن نسخا من الإنجيل باللغة العربية والفرنسية وحتى الامازيغية. والملفت للانتباه ان هذا القرص موجه خصيصا للجزائريين ويدعوهم صراحة إلى إتباع ما يسمونه بطريق الحصول على الغفران. وقد وصل هذا القرص إلى مجموعة من الشبان بولاية سطيف والذين كانوا بصدد الإبحار في الانترنيت، فعرض عليهم إمكانية الاستفادة مجانا من نسخة أصلية "للوينداوز فيستا" الجديد فقاموا بملء الاستمارة الموجودة على الموقع ليصلهم بعد حوالي 20 يوما، قرص أرسل إليهم عبر البريد من منظمة تدعى TAK الكائن مقرها بمدينة مارساي الفرنسية، لكن للأسف عوض أن يجدوا "الوينداوز" المذكور تبين بأن القرص له غرض تبشيري يدعو إلى التنصير والدعوة موجهة خصيصا للجزائريين، حيث تضمن غلاف القرص كلمة ALGERIEN وبه نسخ من الإنجيل باللغة العربية والفرنسية والامازيغية بالإضافة إلى مواعظ وإرشادات تدعو صراحة إلى الإيمان باليسوع وإتباع ما يسمى بطريق الغفران. هذا القرص الذي أحضره الشبان الى مكتب الشروق اليومي بسطيف يحمل عنوان الأخبار السارة كتبت على غلافه بالعربية وبالفرنسية BONNES NOUVELLES LES وهو مصحوب بكتيب صغير يتضمن صورا لآدم وحواء وقابيل وهابيل والنبي نوح وإبراهيم وعيسى عليه السلام، حيث يحوي القرص تسجيل صوتي يدعو المستمع إلى تصفح هذه الصور مع الاستماع إلى التسجيل الذي يروي قصة بداية خلق الكون وخلق آدم وحواء وطريق إخراجهما من الجنة. كما يحكي الراوي قصة الطوفان وسفينة نوح عليه السلام بالإضافة إلى قصة عيسى بن مريم، ويتم عرض هذه القصص- بما شابها من تحريف _ بأسلوب مشوق مصحوب بوصلات موسيقية مع عرض صور كل الانبياء. ويبدأ التسجيل بالتركيز جيدا مع الكلمات التي يستمع إليها لأنها تعتبر أهم كلمات يسمعها في حياته .. وفي ركن آخر من القرص يتم طرح عدة أسئلة إلى المتصفح ومنها: كيف أحصل على غفران خطاياي؟ وأين أجد المحبة الحقيقية؟ وهل لي مكان في السماء؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة يدعى المتصفح إلى الاطلاع على مواقع ناطقة بالعربية (نتحفظ على نشر اسمائها) تشرح له الدين المسيحي وتحدثه عن يسوع، كما يدعو القرص الى متابعة بعض القنوات المسيحية التي تبث برامجها عبر القمر الصناعي "هوتبارد". ويتضمن القرص كذلك 100 درس بعنوان "طريق البر" تتحدث عن قصص الأنبياء وكيفية بدء الخلق ويتم إدراج الدرس الأخير بعنوان "ما رأيك في يسوع؟" لتوجه في الختام دعوة صريحة إلى المتصفح لاتباع هذا الطريق باستعمال عدة عبارات منها : "صديقي .. ينبغي عليك أن تأتي إلى الله بواسطة طريق البر الذي أسَّسه، وإلا لن تستطيع أن تأتي إليه على الإطلاق" وتختتم هذه الدروس بعبارة مقتبسة من الإنجيل تقول: "آمِن بالرب يسوع المسيح، فتَخلُص أنت وأهل بيتك". هذا هو إذن "الوينداوز" الذي طلبه بعض شبابنا من هذه المنظمة الفرنسية التي عوض أن ترسل إليهم آخر البرامج المبتكرة في الإعلام الآلي بعثت إليهم بطريقة ساذجة دعوة صريحة للتنصر، فهل تنتبه وزارة الشؤون الدينية لمثل هذه الممارسات الدنيئة. سمير مخربش