شيعت، ظهر أمس، جنازة محمد مهيدي الشرطي الذي وهب نفسه لأجل حماية مركز الشرطة القضائية بثنية، وكان السبب في التخفيف من حجم الكارثة التي كان من الممكن ان تكون أكبر لولا تدخله لمنع مرور الشاحنة بإطلاقه النار على الانتحاري. وقد حضر مراسيم الدفن أفراد الشرطة القضائية وشرطة مكافحة الارهاب، والدرك الوطني، إضافة الى الجيش الوطني الشعبي حيث طوقت مقبرة الكريمية الواقعة وسط منطقة جبلية نائية بتعزيزات أمنية مشددة، حيث أشاد المشيّعون من أقارب المرحوم ورفاقه بحسن سيرة محمد الذي كان محبوبا لدى الجميع، اذ كان مواظبا على صلاته، وهو أب لثلاثة أطفال (عبد الحميد ذو 8 سنوات، صبرينة 4 سنوات، وسمية التي تطفئ شمعتها الاولى هذه السنة). محمد زار عائلته مرتين منذ تحويله الى الثنية في مهمة عمل وحسب السيدة فتيحة أرملة الشرطي محمد مهيدي فإن زوجها حوّل الى الثنية في مهمة عمل منذ 45 يوما، حيث زارهم مرتين خلال هذه الفترة، وكانت آخر مرة ليلة قبل الانفجار حيث أخبر زوجته ووالدته ان المهمة ستنتهي بعد 5 أيام ويعود نهائيا للعيش معهم من جديد. أما ابنه عبد الحميد فقد بقي يحدق إلينا بنظرات مبهمة ويجيب على أسئلتنا بابتسامة بريئة، وكأنه يكتم شوقا لوالده الذي رحل. "بورتريه" عن محمد مهيدي ولد محمد مهيدي في 24 جوان 1970 بالسد الصغير بولاية الشلف، حيث التحق بالامن الوطني منذ 14 سنة حبا في المهنة، اذ عايش فترة العشرية السوداء وكان شرطيا محبا لعمله حسب شهادات زملائه في المهنة. ليتزوج بعدها ويسكن مع والديه في بناء فوضوي، ليتنقل قبل 7 أشهر فقط للسكن في مقر الشرطة القديم، ليترك الغرفة التي كان يشغلها لشقيقه الذي من المفروض ان يعلن خطوبته هذا الأسبوع. وكان محمد قد قدم ملفا للحصول على سكن اجتماعي منذ 6 سنوات، أي مباشرة بعد زواجه، لكنه رحل دون ان يحصل عليه. ريم.أ