كتب احد الشباب على صفحته في "الفايسبوك"" قسماً بالذي أنزل الثلج تحت الهضاب، سأبقى جزائريا حتى ألبس الأبيض تحت التراب..." وكتب آخر "جزائر الشهداء لن يكسرها الخونة والعملاء".. لا شك أن هذه الكلمات تحرك وتزعزع وتوقظ الروح الوطنية في أعماق كل من يقرأها حيث يقشعر بدنه ويرتعش، إن الحماسة في الكلمات المفعمة بالوطنية واعتلاء بعض الرموز المقدسة للجزائر على مواقع التواصل من طرف شباب أغلبهم ولدوا في سنوات التسعينيات أمر يعتز به أبطال الثورة المجيدة الذين صنعوا الإستقلال، خاصة وأن شباب اليوم يطالبون بتجريم الاستعمار، وهو المطلب الذي فشلت فيه المساعي السياسي. صور بن بولعيد، وزبانة، وبن مهيدي، وعلي لابونت، وهواري بومدين ووغيرهم ممن صنعوا الثورة، وشعارات زينت بألوان العلم الجزائري وفيديوهات من الأرشيف لجرائم فرنسا وأقوال وحكم لشخصيات ثورية، كلها نشرت هذه الأيام بغزارة في أزيد من 1000 صفحة على موقع التواصل الاجتماعي اختارها شباب للدفاع عن الجزائر ولتذكير الذين نسو ما فعله الاستعمار بأجدادنا. باب عوضوا صورهم بصور الشهداء ورموز الثورة، صورة للشهيد العربي بن مهيدي وعلى اليمين العضو المؤسس للجنة الثورية للوحدة والعمل أحد أبطال الثورة رابح بيطاط وزينت هذه الصور بالأبيات الشعرية للنشيد الوطني" قسما" وكتب عنوان كبير"الشهداء الجزائريون". واختار الكثير من الشباب عناوين لصفحاتهم تجرم الاستعمار بشعار" الاستعمار في الجزائر وشهداء الثورة الجزائرية .. حتى لا ننسى ما فعله الاستعمار بأجدادنا" مرفقة بصورة من الأرشيف للتعذيب والقتل الذي مارسه الاحتلال الفرنسي، واختاروا صورة للرئيس الراحل هواري بومدين رفقة بن بلة يتوسطهما الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
من جهته قال الدكتور عثمان عبد اللوش، مختص في المعلوماتية، في تصريح للشروق، إن مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنت، عرفت نوعا من التفاعل بين الشباب الجزائري الذين يتغنون بالوطنية ويمجدون لأبطال الثورة النوفمبرية، وبدأ هذا التواصل الملحمي المشبع بالمبادئ والقيم الوطنية منذ أحداث أم درمان بالسودان وما وقع من خلاف حول تأهل الفريق الوطني لكرة القدم لمباريات كأس العالم جنوب إفريقيا، وتعزز هذا الاستثمار الالكتروني حسبه للمعلوماتية، بالدفاع عن الجزائر ورموزها خلال الرد عن الذين أرادوا جر الجزائريين لما يسمى ب"الربيع العربي"،