أعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قبوله استقالة وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيغل، على أن يبقى في منصبه لحين تعيين خليفة له، واصفًا إياه بأنه "وزير غير عادي للدفاع′′. وقال الرئيس الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي، الإثنين، بالبيت الأبيض، وبجواره وزير الدفاع المستقيل: “الشهر الماضي، جاء تشاك (هيغل) إليّ لبحث الفترة الأخيرة من رئاستي، واقترحَ أنه قاد الوزارة خلال هذه الفترة (الماضية) وأنه أصبح من من المناسب له إنهاء خدمته”. أوباما أشاد بخدمة هيغل، مثمنًا قبوله الاستمرار في منصبه حتى تعيين خليفة له، واصفًا إياه ب “صديقي الرائع″، ومثنيًا على حياديته في العمل معه ضمن الإدارة الأمريكية رغم انتمائه للحزب الجمهوري. ومضى الرئيس الأمريكي قائلاً: “إنه من النادر، في وقت تكون فيه هذه المدينة (واشنطن) مسيسة بشدة، أن تحظى بصديق يريد أن يرافق مرشحًا للرئاسة من حزب آخر (الديمقراطي)، وما كان أكثر أهمية هو أننا كنا موحدين عندما واجهنا التحديات التي تصدينا لها خارج البلاد، وهذا هو نوع الرقي والنزاهة التي لطالما مثّلها تشاك هيغل”. أوباما وصف وزيره المستقيل بأنه “كان وزيرًا غير عادي للدفاع″. وأشار الرئيس الأمريكي إلى القرارات التي اتخذها الوزير الأمريكي منذ تعيينه قبل أقبل من عامين، قائلاً: “عندما طلبت من تشاك الخدمة كوزير للدفاع، كنا ندخل مرحلة مهمة: الانسحاب من أفغانستان، الحاجة لإعداد القوات لمهمات مستقبلية (محتملة)، وخيارات تتعلق بالميزانية لإبقاء جيشنا قوياً وعلى أهبة الاستعداد والثبات خلال فترة تحديثنا استراتيجيتنا وميزانيتنا للتصدي للتهديدات ذات الأمد الطويل فيما نظل نستجيب للتحديات الفورية كما في حالتي داعش وإيبولا”. ولم يعلن البيت الأبيض عن أسماء المرشحين لخلافة هيغل الذي من المفترض أن يواصل خدمته حتى إقرار الكونغرس للمرشح الجديد. هيغل الذي يعد الوزير الجمهوري الوحيد في الإدارة الأمريكية، واجه انتقادات شديدة من أعضاء مجلس الأمن القومي الأمريكي وأعضاء في الكونغرس من ضمنها من بعض رفاق له في الحزب بسبب سياسات الإدارة الأمريكية المتعلقة بالحرب ضد “داعش”. وافادت صحيفة نيويورك تايمز ان هذه الاستقالة مرتبطة جزئيا بخلافات حول الاستراتيجية الواجب اعتمادها لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق. واضاف المسؤول في البيت الابيض الذي رفض الكشف عن اسمه “سيتم تعيين خلف له بسرعة” موضحا ان هيغل (68 عاما) الجمهوري الوحيد في ادارة اوباما سيبقى في منصبه الى حين مصادقة مجلس الشيوخ على تعيين وزير الدفاع الجديد. وبين الاسماء المطروحة لخلافة هيغل، ميشيل فلورنوي مساعدة وزير الدفاع كما افادت صحيفة نيويورك تايمز. ومن الاسماء المتداولة ايضا جاك ريد السناتور الديموقراطي عن رود آيلند والعضو السابق في وحدة نخبة المظليين، واشتون كارتر مساعد وزير الدفاع سابقا. ويستقيل تشاك هيغل المحارب السابق في فيتنام بعد هزيمة ساحقة للديموقراطيين في انتخابات منتصف الولاية في 4 تشرين الثاني/نوفمبر والتي كرست سيطرة الجمهوريين على الكونغرس. وسيعلن هيغل استقالته عند الساعة 16,10 ت.غ. من البيت الابيض. وكان هيغل تطرق الى موضوع استقالته في حديث مع اوباما في تشرين الاول/اكتوبر واستمرت هذه المحادثات “لعدة اسابيع″ كما اوضح مسؤول البيت الابيض مؤكدا ان هيغل واجه فترة “انتقالية صعبة شملت انسحاب الجنود الاميركيين من افغانستان وخيارات موازنة صعبة”. واضاف ان هيغل تولى وزارة الدفاع “بحزم وقام بتوجيه جيشنا خلال هذه الفترة الانتقالية وساعد على مواجهة التحديات التي شكلها تنظيم الدولة الاسلامية ووباء ايبولا”.