أثارت الخطوة التي انتهجتها الأمانة الوطنية للأفلان، بتعيين موفدين إلى الولايات للوقوف على الثغرات التنظيمية في الهياكل وكذا "جس نبض المناضلين"، حول أداء أمناء المحافظات، تحضيرا للمؤتمر الاستثنائي، أثارت استياء لدى المحافظين حول ما وصفوه ب"التعامل المزدوج" للقيادة مع المشاكل المطروحة على مستوى القواعد. قاد أول أمس، الأمين العام للهيئة التنفيذية للأفلان، عبد العزيز بلخادم، رفقة أعضاء الأمانة الوطنية، اجتماعين ماراطونيين، كان الأول مع المشرفين طيلة الفترة الصباحية، أين تلقى تقارير مفصلة حول الوضع بالمحافظات والقسمات وهذا بالمقر المركزي، ليخصص جلسة مسائية للاستماع لأمناء المحافظات ورؤساء الجان الولائية المؤقتة، الذين قدموا بدورهم تقارير أخرى عن حصيلة عملهم خصوصا عقب الانتخابات التشريعية والمحلية الأخيرة. وإذا كان عبد العزيز بلخادم قد أنصف المحافظين في كلمته بفندق الأروية الذهبية عندما قال: "اعرف أنكم مررتهم بظروف صعبة خلال الانتخابات"، وان "الأنانية سيطرت بشكل فاضح وهي السبب الرئيسي وراء الانسداد المسجل ببعض المحافظات والقسمات التي تعد على أصابع اليد"، فإن أمناء المحافظات لم يستسيغوا لجوء الأمانة الوطنية إلى تعيين موفدين إلى الولايات لإعداد تقارير حول تسيير الهياكل القاعدية والاستماع إلى المناضلين. في هذا السياق، اعتبر محافظو بعض الولايات هذه التقارير الموازية التي رفعت إلى القيادة بمثابة "دليل ملموس على عدم وجود ثقة من القيادة الوطنية في عمل أمناء المحافظات رغم أن الكثير منهم تم تعيينه من طرف القيادة ومنهم من هو منتخب من قبل المناضلين"، وأوضح آخرون أنه "إذا كانت الأمانة الوطنية تشك في التقارير المرفوعة من المحافظين فلماذا لا تقوم باستبدالهم؟". وحسب مصادر حضرت اجتماع قيادة الحزب العتيد بالمشرفين فإن العديد من تقارير مبعوثي القيادة إلى الولايات شخصت المشاكل المطروحة على المستوى القاعدي إلى درجة أن بعضهم أعاب على أمناء المحافظات "التغطية على الحقيقة التي تعيشها هياكل الحزب ببعض الولايات والصراعات التي كانت وراء تراجع نتائج الحزب ببعض الولايات"، أما بعض المشرفين فذهبوا إلى حد "المطالبة بإيفاد لجان تحقيق وطنية إلى بعض المحافظات لتحديد المسؤوليات في حالات الانسداد المسجلة". كما ركز بلخادم خلال افتتاحه للقاء أمناء المحافظات، على ضرورة تجاوز الأنانيات الشخصية التي "أصبحت العنصر الأساسي في البحث عن الحلول للمشاكل المطروحة"، ودعا إلى ضرورة التحلي بالانضباط لكي يبقى الحزب قاطرة في الساحة السياسية عشية استحقاقات هامة في مقدمتها تعديل الدستور. وبشأن تاريخ عقد دورة المجلس الوطني التي تسبق انعقاد المؤتمر الاستثنائي للأفلان، أكدت مصادر قيادية في الحزب أنه تقرر عقد هذه الدورة عشية افتتاح المؤتمر المرتقب نهاية شهر مارس القادم، غير أن نفس المصادر ربطت تحديد تاريخ المؤتمر بإعلان رئيس الجمهورية عن تعديل الدستور، حيث أن أهم لائحة في جدول أعمال المؤتمر ستكون ترشيح رئيس الجمهورية لعهدة ثالثة. بشأن الإنسداد في البلديات بلخادم: "واش تعطيلي باش نمشي معاك" أكد أول أمس، عبد العزيز بلخادم، أن الأفلان معني ببلديتين اثنتين فقط من بين 15 مجلسا بلديا منتخبا في محليات 29 نوفمبر الماضي التي مازالت تعيش الانسداد إلى حد الآن. وقال الأمين العام للجبهة، لدى افتتاح اجتماع مع أمناء المحافظات بالعاصمة، "أن السبب الرئيس وراء حالات الانسداد المسجلة هو المصالح الشخصية، وستشهدون على ذلك أن هذا الانسداد ناتج عن أنانيات وليس خدمة الصالح العام"، مضيفا أن القاعدة فيه هي "واش تعطيلي باش نمشي معاك" وهذا ليس منطق، وأوضح بلخادم أن أحزاب التحالف أعطت مهلة لتجاوز هذا الانسداد ستنتهي بعد أسبوعين "سنلجأ إلى حل هذه المجالس إذا لم ينتهي الانسداد". عبد الرزاق بوالقمح