الحادث الذي وقع ليلة أول أمس، بقلب العاصمة اللبنانية بيروت، لم يكن سوى الشرارة الأولى لنار الفتنة التي يسعى لإشعالها حلفاء وأتباع الكيان الصهيوني في لبنان، وذلك بعد أن اكتملت منظومة تسليحهم واكتظت مخازنهم بالسلاح الصهيوني، "الشروق" تكشف لأول مرة جملة من المعلومات الخطيرة التي تصب كلها في اتجاه إشعال حرب أهلية جديدة في لبنان، وتصفية السيد حسن نصر الله، والقضاء على حزب الله . الساعة الصفر باتت أقرب من حبل الوريد، هذه العبارة كافية لشرح واقع الاستعدادات التي يقوم بها فريق السلطة في لبنان لبدء الحرب الأهلية المدمرة، وسبقت هذه الساعة أيام وشهور من الاستعدادات والتدريب المكثف، فالاستفزازات والتحرشات التي تقوم بها ميليشيات فريق السلطة في لبنان لن تتوقف حتى تفتح مخازن الأسلحة المكدسة أبوابها لتنفيذ المخطط الصهيوني الأمريكي، الرامي إلى إحراق لبنان، ومن ثم تحقيق المرور الآمن ل "الميركافا" الصهيونية فوق أرض محروقة، لن تشجر من جديد إلا في مزرعة التدويل، ولن تثمر سوى "شرق أوسط جديد" على مقاس الأعداء، ويومئذ لا مكان فيه للشرفاء، لنقرأ معا مجموعة الخطط التي وضعت منذ شهور من أجل تحقيق هذه المؤامرة الشيطانية، وهي الخطط التي حصلت "الشروق" على تفاصيلها من مصادر متنوعة ونافذة داخل لبنان. "تطهير" لبنان من المقاومة لنبدأ البداية المنطقية، حيث التهديدات التي أطلقها زعيم اللقاء الديمقراطي في لبنان النائب وليد جنبلاط منذ أيام، فقد هدد المعارضة بإحراق الأخضر واليابس في لبنان إذا تعرض وجوده للخطر، مؤكداً استعداده للحرب والفوضى، وقال انه في هذه الأيام يكون أو لا يكون وأن هذا العام هو أصعب وأخطر من الأعوام السابقة. هذا على الصعيد الخطابي، أما على الصعيد الميداني، فقد عبّأ جنبلاط، مناصريه للنزول إلى ساحة الشهداء في ذكرى 14 فيفري الماضي بكثافة، وقال متوجهاً لفريق المعارضة : "إذا كنتم تظنون أننا سنقف مكتوفي الأيدي، فقد نضطر إلى أن نحرق الأخضر واليابس"، مضيفاً: "تريدون الحرب أهلاً وسهلاً بالحرب لا مشكل لدينا بالسلاح ولا بالصواريخ سنحمل الصواريخ عليكم". وتعليقا على هذه اللهجة التصعيدية الخطيرة صرح لنا النائب السابق في البرلمان اللبناني "ناصر قنديل" قائلا: "المعلومات التي لدي تؤكد التقاء جنبلاط ووزير الحرب الصهيوني إيهود باراك وكارانسكي، حيث طلب منهما شن حرب ثانية بدعم أمريكي، وتعهد لهما بعدم تكرار الحرب السابقة، وكان الجواب لجنبلاط باشروا بحربكم، ونحن نتبعكم، ومن هنا كانت أحداث الأحد الدامي وكذلك أحداث أمس الأول". وكشف قنديل للشروق عن بعض تفاصيل مخطط يقضي بإحداث أعمال شغب بعد 14 فيفري، وأن هناك خطة تقضي بإغراق الساحات من أجل اجتياح خيم الاعتصام وحصول هرج ومرج وينتهي بتسليم الجيش لأمن المخيم وفك الاعتصام. ويؤكد قنديل أن هناك حلقة ثالثة من المؤامرة عبر افتعال حرب أهلية وأعمال فتن في منطقة راشيا والبقاع الغربي، لأن الصهيوني يريد الدخول إلى أرض محروقة". واتهم قنديل فريق السلطة بأنه يأخذ لبنان إلى حيث لا تملك، مشيرا إلى أن خطبهم يوم 14 فيفري صيغت لهم في مخابر الموساد وتدفع لإشعال النار في البلد من جديد. تفاصيل خطة جعجع لاغتيال ميشال عون ومن جنبلاط إلى حليفه الثاني سمير جعجع، الذي تلطخت يداه أكثر من غيره بدماء اللبنانيين أثناء الحرب الأهلية الطاحنة، إن الرجل يعشق لون الدماء وغارق حتى شعر رأسه في حب أصدقائه الصهاينة، ولنقف سويا عند الواقعة التي أحبطها الجيش اللبناني، والتي وان وقعت كانت كفيلة بتفجير براكين من الدماء لن تتوقف حتى تحرق كل شيء، إنها خطة جعجع لاغتيال ميشال عون. بدأت أو بالأحرى انتهت الحكاية حين قام الجيش اللبناني بتوقيف عناصر مسلحة، كانت تقوم بأعمال التدريب في إحدى قرى الشمال، وقالت مصادر عسكرية للشروق إنهم من "حزب القوات اللبنانية" التابع لسمير جعجع، وان توقيفهم تم في بلدة شحتولا الكسروانية، حيث كانوا يقومون بأعمال تدريب مكثفة في المنطقة، وصرحت هذه المصادر أنه تم العثور على خريطة بين أيدي تلك العناصر لمنطقة الرابية، حيث منزل النائب ميشال عون حليف حزب الله في المعارضة. وكشفت التحقيقات من بعد أن جعجع يخطط لاغتيال ميشال عون، وأن معلومات تلقتها مديرية المخابرات بلبنان تفيد بأن تدريبات تتم منذ فترة في تلك المنطقة، فقامت وحدات من الجيش بمداهمة المكان، حيث وجدت مجموعة من 09 أشخاص معهم سيارات "جيب" أمريكية الصنع من لون واحد وزجاج قاتم ولوحات موحدة، حيث كانوا يتدربون على الرماية، فطلبت منهم إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم، وهو ما حصل قبل أن يتم نقلهم إلى ثكنة صربا التابعة للجيش اللبناني. دعوة تستعجل الهجوم الصهيوني المرتقب أما أهم وأخطر تلك الخطط الشيطانية، فتلك التي تهدف إلى اغتيال السيد حسن نصر الله ومن ثم القضاء على حزب الله ووأد المقاومة للأبد. مصادرنا أكدت لنا أن فريق السلطة في لبنان أجمع على أنه لا خلاص لهم من النهاية الحتمية التي تنتظرهم، إلا من خلال القضاء على السيد حسن نصر الله، وبالتالي القضاء على حزب الله، فتواصلت، حسب نفس المصادر، الاتصالات بين هذا الفريق والكيان الصهيوني بعد اغتيال الشهيد عماد مغنية، حيث أكدوا لزعماء الكيان الغاصب أن الفرصة - حسب اعتقادهم - أصبحت مواتية للانقضاض على حزب الله بعد أن أصيب إصابة بالغة بمقتل مغنية. وفي هذا السياق يقول عمانوئيل روزن المحلل السياسي الصهيوني: "أبلغني مصدر سياسي مسؤول أن الحكومة في إسرائيل ورئيسها إيهود أولمرت تلقيا الأيام الماضية رسالة من الحكومة اللبنانية تقول تستطيعون شن الحرب الآن ولكن لا توقفوها قبل تلقي حزب الله الضربة القاضية ومن المحبذ جدا تصفية نصر الله".
زعماء عرب يطالبون "إسرائيل" باغتيال نصر الله وإذا كانت دناءة وحقارة أولئك العملاء الخونة بلغت هذا الحد، فإنها بأي حال من الأحوال لن تقل عن خسة ونذالة بعض الأنظمة العربية المتحالفة مع الكيان الصهيوني، والتي تلح إلحاحا شديدا على الموساد للقيام بعملية مشابهة لتلك التي استهدفت الشهيد عماد مغنية ولكنها هذه المرة موجهة للسيد حسن نصر الله. آفي يسسخروف مؤلف كتاب "بيت العنكبوت" يقول في هذا الإطار: "لقد كشفنا للمرة الأولى في كتاب بيت العنكبوت أن دولا عربية "معتدلة" نقلت رسائل إلى الحكومة الإسرائيلية بواسطة جهات مختلفة طالبوا فيها إسرائيل بمواصلة الحرب حتى يتم القضاء على حزب الله"، ويضيف الكاتب الصهيوني المعروف: "واليوم تضاعفت وتكاثفت تلك الاتصالات بعد اغتيال الإرهابي عماد مغنية، فكثير من الدول العربية الحليفة لإسرائيل تطالب اليوم، أكثر من ذي قبل بالخلاص من نصر الله، وأصبح دم الأمين العام لحزب الله الإرهابي مطلوب لدى أكثر من جهة في المنطقة، ما يعكس توحد الرؤى بشأن خطورة الرجل وحزب الله على إسرائيل وكثير من الأنظمة العربية". بيروت: وليد عرفات