قدر محند أرزقي فراد، الباحث في شؤون الثقافة الأمازيغية، أن تركيز حملات التنصير على منطقة القبائل له علاقة بمخطط استعماري قديم، لم يكتب له النجاح بسبب ارتباط سكان القبائل بالدين الإسلامي. وقال فراد في حديث خاص مع »الشروق اليومي« إن »الأمازيغية ليس مشكلة في الجزائر، لكنها للأسف ضحية مثقفين معرّبين تخلوا عنها لصالح الغرب، كمن يرمي طفلا رضيعا في مياه الحمام المتسخة«. ويعتقد فراد بخصوص ازدياد حملات المنصرين في منطقة القبائل، أن »التنصير في هذه المنطقة يعد وسيلة من وسائل جهات أجنبية تسعى لعزلها عن الجزائر، ولذلك فهم يركزون على التنصير باعتباره عاملا تمييز وفرقة«. ويصنف الباحث نفسه في خانة تيار ما يسميه »الأمازيغية الوطنية« في مواجهة تيار يعرف ب»الأمازيغية الانعزالية« يقوده المغني القبائلي فرحات مهني مؤسس حركة تدعو إلى انفصال منطقة القبائل عن الجزائر، وتدعم حركات التنصير فيها، كما تطالب باستبدال اللغة الأمازيغية باللغة القبائلية، من باب العرقية. من جهة أخرى أوضح المتحدث أن »الأمازيغية تعاني في الجزائر وهي في حاجة لمن يخلصها من الحضن الفرنسي الذي يملك للأسف أتباعا جزائريين«، معبّرا عن أسفه الشديد ل»تخلي مثقفين معربين طالبوا بتخليص الأمازيغية من المقاربة الفرنسية لكنهم في النهاية لم يحتضنوها«. وشبه الباحث أرزقي فراد حال هؤلاء المعربين »كمن يرمي الطفل الرضيع في مياه الحمام المتسخة«، ما دفعه إلى تبرير هروب أنصار القضية الأمازيغية إلى باريس بعدما عانوا التضييق في الجزائر. مضيفا »في كل الأحوال... العرب أولى باحتضان الأمازيغية من الغرب وتحديدا فرنسا، على خلفية أن القيم الإسلامية تجاوزت الإشكالية العرقية«. ويرفض الباحث أرزقي فراد إطلاق وصف »بؤرة توتر« على منطقة القبائل، مفضلا الحديث عن صفة »سلطة مضادة« اكتسبتها المنطقة على مر السنوات، وظيفتها حفظ التوازن مع السلطة المركزية في العاصمة. رمضان بلعمري