طالب البروفيسور محمد بن بريكة، القضاء بالتدخل للفصل في قضية إهانة الكاتب المتطرف كمال داود للإسلام والجزائريين، مؤكدا على أنه الجهة الوحيدة المؤهلة للفصل في مثل هذه القضايا التي تعتبر تعديا صارخا على هوية الشعب الجزائري، وفي سياق متصل هاجم ضيف "منتدى الشروق" الشيخ عبد الفتاح زيراوي حمداش، مشيرا إلى أنه لا أحد يحق له إصدار فتوى بإهدار دم جزائري مهما كانت مكانته أو منصبه، ومن جهة اخرى انتقد الخبير الدولي في التصوف محمد بن بريكة، الانتشار الكبير للدجالين الذين يمتهنون الرقية، لاستغباء عقول الناس، مشيرا إلى أن الكثير منهم يجنون الملايير من تنقلهم بين الجزائر ودول الخليج تحت غطاء "الرقية" والاختصاص في أمور الدين. يرى البروفيسور محمد بن بريكة، أنه كان على النائب العام، أن يتأسس بصفة تلقائية لمتابعة المدعو كمال داود قضائيا دفاعا عن هوية الشعب الجزائري. وقال ضيف "منتدى الشروق": "داود الذي لم أقرأ روايته، لأن القاعدة تقول أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، ولكن تواتر الشهادات حول مضمون هذه الرواية وما تردد على "بلاطوهات" الفضائيات الخاصة يؤكد ان ما تفوه به هو كلام جارح لشعور الجزائريين، بل ولشعور المسلمين بشكل عام، فمنذ يومين نقل أحد البرلمانيين على التلفزيون مقتطفات من الرواية وهي كلمات قاسية ويجب الاحتكام إلى القضاء للفصل في هذا التعدي الصارخ والسافر على مشاعر الجزائريين، وأقول هذا بدون الإطلاع على الرواية". وأضاف محمد بريكة في سياق متصل: "لا يجوز لأحد مهما كانت مكانته العلمية والسياسية ووطنيته أن يجرح مشاعر الجزائريين، فهم معروفون بعاطفتهم الدينية الغزيرة وبانتسابهم للإسلام جميعا"، وتابع قائلا: "معروف أن الدولة الإسلامية الحديثة أسسها الأمير عبد القادر على أسس إسلامية وطنية"، مشيرا إلى أن آخر إحصاء لاسم سيدنا محمد في العالم والذي أشرفت عليه المؤسسة البريطانية للإحصاء أثبت أن اسم محمد يتصدر قائمة الأسماء في العالم بأسره وفي المغرب العربي، كما يشهد انتشارا كبيرا في الجزائر بمشتقاته، والآن نحن أمام أسماء مركبة تبدأ باسم سيدنا محمد، وهذا يدل على انه ورغم "النعرات" التي تخللت تاريخنا الاستقلالي، إلا أننا مازلنا على فطرتنا السليمة، وادعوا كل الدعاة والمفكرين لاستثمارها استثمارا أمثل. وعن تبريرات كمال داود بخصوص تجاوزاته وتعديه الصارخ على الجزائريين، حيث حاول كمال داود التملص من جملة الاتهامات التي يواجهها بقوله: "أن شخصية هارون التي تضمنتها الرواية هي صاحبة تلك المواقف والآراء"، ورد المتحدث قائلا: "الكاتب مسئول عما بداخل الرواية ابتداء وانتهاء، من الصورة الخارجية إلى مضمون الكتاب، فهو يعبر عن أفكاره من خلال أشخاص في الرواية"، مشيرا أن المسؤولية العلمية تقتضي محاسبة من يكتب على كل كلمة توجد في الكتاب ولا يحق ل"هارون" هذا الذي نسجه خيال صاحب الرواية أن يتحدث عن القرآن الكريم بتلك الطريقة".
كل الأعمال التي تدخل في خانة الشذوذ يباركها الغرب ويمنحها جوائز عالمية وبخصوص سعي الكثير من الكتاب في العالم الإسلامي والعربي لاسترضاء جهات أجنبية باسم حرية التعبير، حتى وإن كلفهم ذلك التنازل عن هويتهم وشعبهم في سبيل أن تتلقفهم جهات أجنبية، أكد محمد بن بريكة: "أن صناعة الرؤساء والشخصيات تخضع لمقاييس استراتيجية تخدم المصالح الغربية فقط، حيث قال: "الدوائر الأجنبية أو ما يسمى بالمخابر الأجنبية هي التي تتولى صناعة شخصيات ورؤساء ومؤسسات وإعلاميين وكل ما يتعلق ب"عالم النجوم" من لا شيء". وتابع بن بريكة قائلا: "أتذكر أن طه حسين كتب في وقته كتابا يحمل عنوان "الشك في الشعر الجاهلي" تصدى له الأزهر، لأن غاية هذا الكتاب هي التشكيك في رواية الحديث النبوي والتواتر القرآني، وبحكم الجنسية الفرنسية التي تحملها زوجته، رغم ضعف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، إلا أنه اشتهر وأصبح عميدا للأدب العربي مع أننا إذا قارناه مع الكثير من كتاب مصر وجدناه أقلهم احترافية"، وعرج المتحدث على تفاصيل منح جائزة نوبل للسلام هذه السنة، حيث قال: "تابعت تفاصيل منح جائزة نوبل للسلام للفتاة "مالا لا" التي تبلغ من العمر 17 سنة، وكان عمرها عندما اعتدي عليها 12 عاما، والحقيقة، الأمر أثار دهشتي، فعلي أي أساس تمنح هذه الجائزة الكبيرة لفتاة لم تنتج لا إنتاجا فكريا ولا علميا، أنا لا اقلل من تعرضها للاعتداء، ولكن هذا يبرر منحها الجائزة، لأن في العالم الاسلامي ملايين الذين اعتدي عليه، ولهذا انا أرى في منحها جائزة نوبل للسلام استغباء للعقل الاسلامي والتحريض للتوجه نحو خط معين". وأضاف المتحدث: "نجد ان رجلا مثل الدكتور أبوالقاسم سعد الله توفي منسيا، نجد ان رجلا بحجم عبد الرحمان الجيلالي صاحب الموسوعة الثقافية لتاريخ الجزائر توفي منسيا، الشيخ شيبان رحمه الله كذلك، الذي لم أجد في جنازته شخصية كبيرة، باستثناء اصدقائه ومحبيه فودعناه وكأنه لم يكتب ما كتب، ولكننا للأسف نصنع من بعض النكرات شخصيات ذات ثقل وتطبع لهم الروايات ويروج لها وتدخل في سباق الجوائز الدولية".
حمداش لا مستوى له وهو شخصية من صنع الإعلام هاجم البروفيسور محمد بن بريكة، الشيخ عبد الفتاح حمداش وغيره من الشخصيات الدينية التي ظهرت في بلادنا خاصة تلك التي تعمل جهات معينة على الترويج لها. وقال بن بريكة: عبد الفتاح حمداش زيراوي هو شخصية صنعت من لا شيء، مشيرا إلى أنه دعي إلى حصة على شاكلة "الاتجاه المعاكس" في إحدى القنوات للجلوس معه، إلا أنه اعتذر عن حضورها، وتابع بن بريكة "اعتذرت بلطف لأنني أعتقد أن هذه الشخصية بدأنا نصنعها نحن من لا شيء"، وتابع بن بريكة: "إذا كان حمداش رئيسا لحزب الصحوة فهو رجل سياسة يتكلم في أمور السياسة في الإطار المتاح دستوريا، وإن كان يتحدث من منطلق أنه داعية فثوب الداعية أكبر منه بكثير، لأن الرجل لم يتخرج من جامعة ولم يتكون تكوينا أكاديميا ويقول كلاما لا يصدقه العقلاء حول تلقيه للعلم الديني على يد 35 عالما في السعودية في سنة، هل الدخول إلى مسجد والخروج منه هو التكوين؟ بعض الدعاة والباحثين يحملون على أكتافهم عشرات الكتب التي ألفوها، ومع ذلك يتحاشون الكلام في العديد من المواضيع التي يعتبرونها حساسة، وأضاف "التصرف الذي قام به حمداش شهّر بكمال داود، فكل من التقيه من الزملاء في مجال البحث إلا وتساءل من يكون المدعو كمال داود؟ فحمداش شهره بهذه الفتوى التي تنصل منها، رغم أنه كتبها على صفحته في "الفايس بوك"، كان عليه أن يرفع دعوى قضائية ضد كمال داود وهذا من حقه، كما أن من حق هذا الأخير أن يرد عليه، أما أن نفتح الباب لحمداش فهذا غير معقول". وأضاف الدكتور محمد بن بريكة في سياق متصل: "الإعلام هو الذي صنع شخصية حمداش كما صنع شخصيات دينية أخري تتربع على الكراسي في التلفزيونات و"البلاطوهات" لأسباب تجارية سوق لها"، وتابع بن بريكة: "الذي يتابع تليفزيوناتنا من الخارج يضحك علينا ويتساءل: "أين هي وزارة الشؤون الدينية، أين هي الجامعة الإسلامية التي تخرج لنا العلماء والباحثين، أين هم الأكاديميون، وكأن الجزائر عقيمة والدول الأخرى ولادة".
عدد أتباع الزوايا في تضاعف بسبب الحملة المسيئة للإسلام قال محمد بن بريكة إن الاستبداد السياسي للأنظمة العربية سوف يفرز زعامات كاذبة تنشط باسم الدين وهو ما حصل مع "داعش" التي اتخذت أرضية الصراعات بالمنطقة العربية واستبداد الحكام والفقر لتنشر أفكار ليس لها علاقة بالإسلام. اعتبر محمد بن بريكة الأستاذ والأكاديمي بجامعة الجزائر أن التنظيم المعروف بخلافة الإسلامية والمختصر لكلمة "داعش" هو صناعة غربية أمريكية جاءت لتعويض فشل ورقة تنظيم القاعدة في البلاد العربية، فالغرب - على حد قوله - بحث عن البديل فوجد ورقة الزعامات التي تنشأ باسم الدين لضرب استقرار وأمن المنطقة العربية، مضيفا أنه من غير المعقول أن يفشل الغرب في القضاء على هذا التنظيم، وهو الذي سبق وأن قضى على سابع جيش في المنطقة وهو الجيش العراقي، وأضاف بن بريكة أن الظاهرة الداعشية التي يقول أتباعها إنهم سلفيون يعملون على نشر أفكار ليس لها علاقة بالدين فهو لم يقر يوم بوجود لقب السلفية لطائفة معينة لأن المسلمون - على حد قول الدكتور - كلهم سلفيون فهم يحبون الله ورسوله ويعودون إلى الكتاب والسنة في فهم الدين، فمن غير المعقول أن تظهر طائفة وتنصب نفسها حكما على المسلمين. ويرى محمد بن بريكة أن الظاهرة الداعشية التي يتحدث أتباعها عن أمور غير معقولة كالسيطرة على كامل العراق في مدة لا تتجاوز 3 سنوات، وخلافة تمتد لتشمل كل بقاع الإسلام يجعل الأمور أكثر تعقيدا، خاصة وإن نظرنا إلى تصريحات العارفين بالشأن العراقي كالمحلل مازن التميمي الذي قال إن رئيس ديوان المالكي في وقت سابق كان الشخصية الثانية في تنظيم "داعش" وهذا ما يثير الشكوك. كما أرجع عضو الرابطة الوطنية للتصوف بجاكرتا أسباب انتشار الخلافة الإسلامية بالمفهوم "الداعشي" راجع إلى سياسية الحكام العرب، فكلما زاد الاستبداد انتشرت الزعامات الكذابة باسم الدين، حيث نجد في كل بلدة أميرا، في حين نبحث عن مستواه الثقافي أو العلمي لا نجده، فالداعشيون - حسبه - هم من الأفقيون، فكل فرد ينتمي إلى هذا التنظيم جاء من بلد ما، وهدفهم واضح، وهو تقسيم المنطقة العربية وإجهاد الجيوش العربية وإفراغ خزائنها، والغريب أنهم يطلقون على أنفسهم التنظيم السلفي، بل هو في الحقيقة تنظيم أتى على الأخضر واليابس وشوه الدين.