رافعت نخب جزائرية تونسية، الثلاثاء، لدفع راهن الجزائروتونس عبر شريطهما الحدودي، ورأى هؤلاء إنّ البلدين مدعوان لإخراج المناطق الحدودية من عنق الزجاجة، عبر إطلاق مشاريع تنموية مشتركة، وهو ما سيبحثه الملتقى المغاربي حول "أحداث ساقية سيدي يوسف محطّة فارقة" الذي سيحتضنه المركب الثقافي لمدينة الكاف التونسية يومي الرابع والخامس فيفري المقبل. في بطاقة تقديمية حصل عليها "الشروق أون لاين"، ركّزت جمعية البحوث والدراسات للاتحاد المغاربي، على أنّ إحياء الذكرى السابعة والخمسين لأحداث ساقية سيدي يوسف (8 فيفري 1958 – فيفري 2015)، "لا ينبغي أن يكرّس تمجيد ماضي علاقات البلدين"، بل "استشراف المستقبل ومحاولة تقديم مبادرات قابلة للتنفيذ، تساهم في دعم التعاون المشترك والدائم بينهما". ورأت الجمعية إياها بضرورة "بعث مشاريع تنموية مشتركة بالمناطق الحدودية تساهم في النهوض بمستوى عيش سكان تلك الجهات من ناحية وتغيير البيئة التي وجد الإرهاب فيها تربة خصبة للظهور والانتشار". الطرح أتى منسجما مع مناشدات تزايدت في السنوات الأخيرة لتفعيل الشريط الحدودي استثماريا، وسبق لأربعة خبراء من الجزائر وفرنسا، أن شدّدوا على أنّ تفعيل أفق الاقتصاد الزراعي في البلدين، يظلّ مرهونا بالاستغلال العقلاني للرافد الهائل من المياه الجوفية التي يربو مخزونها عن الستين ألف مليار متر مكعب. وأحال كل من "عمار ايماش"، "طارق حرتاني"، "سامي بوعرفة" و"مارسيل كيبار"، على أهمية استثمار كل من الجزائر، تونس وليبيا لثرواتها المائية المشتركة على مستوى الصحراء الشمالية، وهي مياه جوفية تتوزع عبر الشريط الحدودي للبلدان الثلاثة، وتمتد من مناطق ورقلة وبسكرة والوادي (أقصى جنوبالجزائر) إلى غاية غرب ليبيا مرورا بصحراء تونس، وذهب مراقبون إلى أنّ استغلال هذا الرصيد المائي الهائل سيقلب وجه الزراعة رأسا على عقب في المنطقة ككل. 3 محاور على المحكّ يشهد ملتقى "الكاف" أيضا، استعراض تاريخ العلاقات التونسية – الجزائرية بكامل تفاصيلها وحيثيّاتها، وتقترح الهيئة العلمية المنظمة لهذه الندوة المغاربية والمتكونة من باحثين ومؤرّخين ومختصّين من تونسوالجزائر تناولها وفق مقاربة كرنولوجية بتبويبها إلى فترات تاريخية كبرى، على النحو الآتي: مناصرة التونسيين للثورة الجزائرية: فترة الكفاح المشترك والتحرّر من ربقة الاستعمار، العلاقات الثنائية في عهد دولة الاستقلال بين التقارب والتجاذبات، والتطرّق للفترة الحالية الممتدة بين 2011 و 2014، أي ما بعد "الربيع العربي". كما يطرح المحفل سؤالا كبيرا حول رهانات المستقبل المشترك في ظل العولمة، وهل بإمكان البلدين مواجهة التحديات الداخلية والخارجية بمعزل عن اتحاد المغرب العربي؟ وتتكون اللجنة العلمية للملتقى، من أ.د/"المنصف وناس" رئيسا، د/"حبيب حسن اللولب" منسقا، وتشمل عضويتها كل من: جمال الدين الغربي (تونس)، رضا الشكندالي (تونس)، الحبيب دلالة (تونس)، محمد الأمين بلغيث (الجزائر)، الفتحي ليسير (تونس)، عبد السلام بن حميدة (تونس)، جمال اليحياوي (الجزائر)، محمد الطاهر المنصوري(تونس)، بوحنية قوي (الجزائر)، عادل بن يوسف (تونس)، سعيد بحيرة (تونس)، عمار جفال (الجزائر)، حنفي هلالي (الجزائر)، صالح زياني (الجزائر)، ابراهيم الونيسي (الجزائر)، يوسف تلمساني (الجزائر)، خير الدين شطرة (الجزائر)، دحمان بن عبد الفتاح (الجزائر)وكوكبة أخرى من الباحثين. وعلى هامش الندوة، سيتم تكريم "محي الدين عميمور" من الجزائر.