عكس ما كان يتوقعه الجميع فإن السهرة السابعة من مهرجان تيمڤاد الدولي سارت على طريقة النجاح بعدما فاجأ الجمهور الباتني المنظمين بإقباله على مدرجات المسرح الروماني بأعداد هائلة لمتابعة الحفل المبرمج والذي أحيته فرقة الفنانين الكفيفين أمادو ومريام من جمهورية مالي، حيث أنه وبمجرد صعودهما على منصة المسرح حتى بدأت الأهازيج والصيحات الجماهيرية لتحيتهما قبل الغوص في الرقص المستمر والمتواصل على أنغام الطابع الإفريقي الممزوج بنوع من الروك في ريتم خفيف وراقص. * ولم يقتصر التجاوب على الجمهور الحاضر بالمدرجات فقط بل حتى بعض المنظمين ورجال الإعلام أعجبوا بالطابع وتواضع الفنانين في أدائهما ما رفع من حدة الوتيرة الحماسية للسهرة فأبدع الثنائي الإفريقي في أداء باقة من الأغاني القديمة والجديدة للفرقة، ولعل أغلب الحاضرين من الجمهور أصبحوا يحفظون شيئا من كلمات أغنية (ديمونش آ باماكو ) والتي كانت بمثابة مفتاح اللغز في أوساط الجمهور الباتني، بل أكثر من ذلك فقد كانت المفاجأة أعظم عندما اكتشفت "الشروق" أن بعض العائلات جاءت حتى من بعض الولايات المجاورة كبسكرة، سطيف وقسنطينة لمشاهدة الفنانين المحرومين من البصر أمادو ومريام وكذا اكتشاف سر نجاحهما الذي أعطاهما الشهرة العالمية. * * وعلى نفس الريتم وبإيقاع مختلف وطابع جزائري ممزوج بالأصالة والتقاليد، دخلت فرقة راينا هاك ركح المسرح الروماني بألاتها الموسيقية التي اهتزت على وقعها المدرجات وأدت الفرقة كوكتالا متنوعا من الأغاني الرايوية وتلك التي تتميز بها الفرقة المنشقة عن الفرقة الأصلية راينا راي، وكان التجاوب بالرقص ورفع الأيدي من طرف الجمهور خاصة منهم الشباب كبيرا إلى درجة تحول فيها المسرح الروماني إلى فضاء حقيقي للبهجة والترويح عن النفس.. وكم كان لوقع أغنية "يا الزينة ديري لاتاي" أثر في نفوس الشباب الذين طلبوا من الفرقة إعادة أدائها عدة مرات. * * وإلى غاية ساعة جد متأخرة بعد منتصف الليل، ظلت الجماهير ترقص وتردد أغاني فرقة راينا هاك في صور نادرا ما نشاهدها في الجزائر. * * على صعيد آخر، فقد فضل المنظمون برمجة الفرقة الإفريقية للفنانين أمادو ومريام في محاولة منهم لرفع الذوق الفني لدى متتبعي مهرجان تيمڤاد الدولي والتخلي بعض الشيء عن فكرة ضرورة حضور الفنانين المحليين لإنجاح مثل هذا المهرجان الذي يبقى طابعه دوليا، والعمل على ترقيته إلى مصاف المهرجانات الكبرى في العالم.