على وزير التضامن أن يتحرك بأقصى سرعة تنقل «الشروق اليومي» وبالصور للرأي العام، مأساة عائلة بكاملها تقطن بقرية أولاد عبد الله بولاية المسيلة تعيش وضعية ضحية خطيرة للإخوة حملاوي / عبد الحق 12 سنة وسالم 24 سنة وأختهما سعيدة 19 عاما. * حيث أفقدهم المرض القدرة على التمييز بين الأشياء وتركهم لا يبالون بأي خطر يداهمهم، مما دفع بأهلهم لللجوء إلى تقييدهم بحبل من أرجلهم خوفا عليهم من الهلاك، كما قالوا. هذه المشاهد وغيرها سجلناها من خلال زيارتنا إلى القرية المذكورة رفقة عدد من أقارب الإخوة حملاوي، أين بدت حالتهم مروعة وتعبر عن مأساة اجتماعية خطيرة لا تحتمل الانتظار والتأجيل، لأن الأمر مرتبط بإنسانيتهم، فالمشهد الأول الذي التقطناه هو وجود عبد الحق الابن الأصغر وأخيه سالم وأختهما سعيدة داخل الفناء التابع للمنزل الذي تركه لهم والدهم، ممددين على فراش رث فيما كانت أختهما تتقلب هنا وهناك على الأرض في حالة يرثى لها، والأكثر من ذلك، أنهم مقيدون من أرجلهم بحبل مشدود بلبنة اسمنتية لكي لا يتحركوا ويعرضوا أنفسهم للهلاك، حسب شهادة أحد الأقارب. * * أعراض المرض برزت منذ الولادة * والملاحظ في هذا المشهد، أن أخاهم الأكبر استثنيَ من القيد، وعندما استفسرنا عن ذلك، أخبرنا أنه يتمتع بنسبة من الوعي عن بقية الأشقاء. وأخبرنا الأقارب أن الإعاقة الذهنية الكاملة والمزدوجة برزت أعراضها عليهم منذ الولادة، وكبرت معهم المعاناة بفقد أبيهم الذي فارق الحياة جوان الماضي المنصرم بينما تعالج أمهم في إحدى المستشفيات بالمسيلة. * * سعيدة أحرقت جسدها لأن المرض أفقدها التمييز * خطورة المرض تعظم في ظل انعدام قدرتهم على التمييز بين الأشياء إذ لا يبالون بأي خطر، كما أنهم لا يفرقون بين الطعام وأشياء أخرى حتى ولو كانت حشائش!! أما عن الحبل المشدود بأرجلهم فهو حماية لهم من أي مكروه فبدونه يداهمون الخطر قبل أن يداهمهم لقلة وعيهم، وقد سبق أن أضرمت أختهم النار بفراشها وبقيت مستلقية عليه فالتهمت ألسنة النار جزءا من جسمها وعلامات ذالك بادية عليه، وزيادة على ذلك فهم يرمون بأنفسهم في أي مكان حتى ولو كان بئرا أو مكانا مرتفعا، وأمام هذا ظلت عائلتهم تراقبهم عن كثب، لكن وضعهم الصحي والاجتماعي ترك الجميع من أقاربهم الذين حضروا معنا، يناشدون جميع المسؤولين التدخل ليساهموا في إنقاذ أرواح بشرية تتعذب ليلا ونهارا! * أما عن العلاج، فالبرغم من الأوراق الكثيرة التي استظهرت أمامنا، فإن حالات الأبناء الثلاثة استمرت ولا تزال وربما ازدادت خطورة، كون أعمارهم أصبحت تتراوح ما بين 12 و 24 سنة، بمعنى أن التكفل بهم يحتاج إلى أمور كثيرة، خاصة من حيث النظافة التي اتضح أنها مطلوبة في كل لحظة. * يذكر هنا أن البطاقات الممنوحة لهؤلاء حملت عبارة إعاقة ذهنية 100٪ بالنسبة لعبد الحق وأخته سعيدة، أما سالم فسجلت عليه إعاقة مزدوجة 100٪ . واعتمادا على هذه البطاقات يمنح لكل واحد منهم مبلغا زهيدا، لكن أهلهم لا يعلقون آمالا على ذلك بقدر ما أكدوا على تقديم الرعاية لهم والتكفل بهم في أقرب الآجال لأن حالتهم لا تحتمل التأخير. * وبذكرنا لذلك لا بد من الإشارة إلى الصورة التي التقطناها لأخيهم الأصغر حيث بدا وكأنه ميت، لكن مرافقنا أوضح بأنه تناول الدواء ومما سجلناه هنا هو حالته المزرية، حيث كان الذباب مجتمعا على فمه، وهو المشهد الذي بالتأكيد لا يحتمل ولو للحظة واحدة، ولكن ماذا يفعل هؤلاء الأحياء الأموات وأمهم كافحت من أجلهم كثيرا لكن المرض أعياها وأنهكها، فانهارت ونقلت إلى مستشفى الزهراوي أين وجدنها بقسم أمراض النساء في غيبوبة بدا عليها أنها معلقة شعوريا بأولادها وأخبرتنا الممرضة أنه سبق لها أن غادرت المستشفى لكن سرعان ما عادت إليه. * وأبلغنا الأقارب أن الأم أنجبت في البداية ثلاثة أبناء وكانوا بنفس العاهات لكنهم توفوا قبل أن يبلغوا 40 يوما، وقد تأكدنا من مصادر طبية أن أمهم أيضا في حاجة مستعجلة للتكفل بها، ولما لا إجراء عملية جراحية لها. وأمام هذه الوضعية الأليمة، يبقى السؤال الجوهري من سيتولى العناية البالغة بهذه الأسرة في ظل تشتتها وما يمكن أن تقدمه وزارة التضامن لهم. نزولا عند طلبات العديد من القراء الأوفياء الذين يرغبون في مد يد المساعدة لعائلة الأشقاء الثلاثة نضع تحت تصرفكم رقم هاتف السيد سعيد مازوزي عم الأطفال وهو : 61 57 45 0772