كشف السفير الأمريكي في العراق أن جيش المهدي حاصر رئيس الوزراء نوري المالكي ومستشاريه في القصور الرئاسية في البصرة خلال المعارك التي جرت مؤخرا بين القوات الحكومية والجناح العسكري للتيار الصدري. وقال رايان كروكر أن جيش المهدي كاد أن يفتك بالمالكي الذي أشرف على المعارك بنفسه لولا أن سارعت القوات البريطانية والأمريكية إلى التدخل لإنقاذ حياته بطلب منه. وانتقد السفير الأمريكي في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز العملية العسكرية التي شنها المالكي في البصرة "صولة الفرسان" واتهمه بالاستعجال في خوضها، لأن القوات الأمريكية لم تكن مستعدة لها.ونقلت الصحيفة عن كروكر قوله أن واشنطن كانت تتوقع شن عملية طويلة الأمد وباستعدادات جيدة وفي توقيت صحيح ضد الجماعات الموالية لإيران، غير أن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن. وحسب مسؤولين وضباط أمريكيين نقلت عنهم "نيويورك تايمز"، فإن المالكي بالغ كثيرا في تقدير إمكانات قواته واستخف بالمقابل بقدرات الميليشيات، مما ورط الرئيس بوش بتصريحات سايرت تلك المبالغة، غير أن وزير الدفاع العراقي اعترف بعد خراب البصرة أنهم لم يضعوا في الحسبان القدرات الهائلة لدى الميليشيات، مما يؤكد الحاجة إلى استعدادات كافية مقابلة لها وعدم الاستعجال.وقد اقترح السفير الأمريكي على نوري المالكي استخدام سلاح المال الذي وصفه بأنه أقوى سلاح لكسب العشائر العراقية وتجنيدها ضد جيش المهدي. وقال السفير الأمريكي انه سبق أن حث المالكي على استخدام أقوى أسلحته، وهو "المال" وكان على رئيس الوزراء أن يدفع أموالا لعشائر المحافظة من اجل تمويل مجالس الصحوة، على حد قوله.ومن جهة أخرى، أكد قائد القوات الأمريكية في العراق ديفيد بترايوس أمام مجلس الشيوخ الثلاثاء أن القتال الذي انتقل إلى بغداد وعدد من مدن الجنوب "ابرز الدور التدميري الذي تلعبه إيران في تمويل وتدريب وتسليح وتوجيه ما يسمى بالمجموعات الخاصة". وبدوره قال كروكر أمام اللجنة أن إيران تسعى إلى تطبيق "إستراتيجية لبننة" العراق وتعمل على استخدام عناصر من الشيعة كأدوات للقوة الإيرانية. وجاءت تصريحات بترايوس وكروكر أمام جلسة استماع دعيا خلالها إلى تجميد عمليات خفض عديد القوات الأمريكية في العراق بعد سحب خمسة أولوية في جويلية المقبل.