يعيش الطفل ضياء الدين صياد، ابن الثالثة عشرة من العمر، من مدينة خنشلة، حياة بؤس وشقاء، غير منتهية، بسبب مرضه المزمن الذي حوّله إلى نموذج حي للمعذبين في الأرض، يكابد أقصى درجات الألم والعذاب، ويترقب بعينين يائستين وجسد نحيل أنهكه المرض، فجر يوم جديد، يأتي مع نوره الفرج لمحنته على يد محسن، صاحب قلب رحيم يخرجه من الجحيم، ليستأنف حياته بشكل طبيعي، وسط عائلته الفقيرة المتكونة من 6 أفراد. "الشروق اليومي" حضرت جانبا من مأساة الطفل، ونقلت على لسانه العبارات القليلة التي تحمل إلى من يفقه في القراءة بين السطور صرخة.. أنقذوني.. الطفل ضياء الدين، هو واحد من هؤلاء الذين أدارت لهم الإدارة والسلطات ظهرها، واشتغل المسؤولون عنه ببريق المناصب، ولذة الكراسي، لم يطلب شيئا، ولم يزاحم أمثاله عند مكاتب المسؤولين والإدارات والسلطات المعنية سوى المطالبة بالتكفل بعلاجه وتمكينه من تأشيرة التنقل إلى الخارج لزرع كلية تعيده حيا يرزق، تعيد أمل حمل محفظة، التي اشتاق إليها. بعبارات حزينة، قصّت علينا الأم نوال، تفاصيل معاناة عمرها ثلاث عشرة سنة كاملة، مدعمة حديثها بالوثائق والأدلة تلخص رحلة العائلة بين عدد من الإدارات وحتى الوزارات المعنية بالقضية، قصة عذاب يعجز اللسان عن وصفه، ويقف صاحب القلب المرهف في حالة ذهول وصدمة أمام منظره، وقف معها أفراد عائلته عاجزين عن القيام بأي شيء، لإخراجه من محنته بعد تنقلاتهم إلى مختلف المستشفيات وعيادات الأطباء المختصين، في خنشلة، وباتنة، وأم البواقي، وعنابة، وقسنطينة، والجزائر العاصمة ووهران، أين أجريت للطفل ضياء الدين، 13 عملية جراحية مختلفة إلى جانب نزع كليته اليمنى بعيادة الكلى بقسنطينة، قبل أن يؤكدوا أن الوضع يحتاج إلى زرع لكليتين وليس واحدة خارج الوطن بعد أن أصيبت الكلية اليسرى هي الأخرى، وأجبر الطفل المسكين على إجراء عملية تصفية الكلى يوميا بمعدل أربع مرات حتى لا يموت، داخل غرفته التي تحولت إلى قاعة علاج صغيرة، وأجبرت الأم نوال، على انتحال صفة دكتور مختص في التصفية، لمساعدة طفلها الذي كان من أنجب التلاميذ، قبل أن يعتصره المرض.