هل تخلت الدولة عنا، هل ستتركنا نموت بمعاناتنا من هذا المرض؟ هل من التفاتة لحالتنا؟ هي أسئلة وأخرى استقبلنا بها الطفلان ''عبد القادر ومحمد ياسين''، الأخوان اللذان أصيبا منذ السنوات الأولى لطفولتهما بمرض ''الأوكزالوز''، الذي يصيب خلايا الكبد ومع مرور الوقت يحدث بإنزيمات العضو الخراب، حتى يقضي على صاحبه. يعيش الشقيقان ''ع. القادر وياسين غانمي'' البالغان 16 و14 سنة على التوالي، والقاطنان بحي ''دالاس'' بغليزان، مأساة حقيقية جراء مضاعفات المرض الذي طمس معالم الطفولة فيهما، فمنذ 10 سنوات عندما اكتشف الأطباء بمصلحة مكافحة السرطان بمستشفى ''مصطفى باشا'' إصابتهما بالمرض تحولت حينها حياة هذه العائلة إلى جحيم. وحسب الأم التي أكدت أنها المعيلة الوحيدة لأسرتها والكافلة لطفليها، فقد أجبرها مرضاهما عن التخلي على عملها كممرضة والقبول بشروط التقاعد المبكر الذي أبقى لها 5000 دينار جزائري شهريا أصبحت لا تفي ثمن الدواء والتمريض. وحسب ما تشير إليه الشهادات الطبية ونتائج التحاليل وكذا الخبرات التي أجريت عليهما بعدة مستشفيات عمومية وخاصة منها مستشفى ''مصطفى باشا'' بالعاصمة، التي حددت نوع المرض وعرفته تحت اسم'' parogsalir primaire '' وأكدت أن مضاعفاته الخطيرة إن لم تواجه بالعلاج السريع ستفتك بالمريض، حيث تشل فيه وظيفة الكبد وتصيب الكليتين بالقصور الحاد. كما أنها تحدث تشوها بالقلب والعظام، وهي الأعراض التي أصبحت في مرحلة متقدمة وبدت آثارها جلية على جسمي الطفلين، من خلال الحالة النفسية والصحية التي وجدناهما عليها. ''خبرتنا الطبية محدودة في الأمراض النادرة '' وبما أن الخبرة الطبية المحلية بالأمراض النادرة مازالت محدودة، فقد أكد مجموعة من الأطباء للأم أن حالة ''ع. القادر وياسين'' بحاجة إلى متابعة للتحاليل وطريقة للعلاج لا تتوفر إلا خارج الوطن. الأمر الذي حالت دونه الحالة الاجتماعية للعائلة وجعلت منه في خانة المستحيلات. لكن فطرة الأمومة حركت في السيدة ''فتيحة'' بذل أقصى الجهد لإنقاذ فلذة كبدها، وهو ما جعلها تقصد جميع المؤسسات الرسمية بالولاية واستغاثت بكافة المسؤولين بها، خاصة مديرية الشؤون الاجتماعية، مديرية الصحة، مديرية الشؤون الدينية والأوقاف والمجلس الشعبي الولائي، الذين خيبوا آمالها بوعود لم تغادر أسوار مكاتبهم، وفضلوا أن يبقوا شهودا صامتين على هذه المأساة. لكن سعيها الحثيث تكلل بموافقة اللجنة الطبية للجهة الغربية على مستوى ولاية وهران بالتكفل بحالة الطفلين وعلاجهما خارج الوطن، لكن اللجنة الوطنية جمدت الملف ورفضت التأشير عليه، وأكد لها أحد أعضائها، أن هذه الأخيرة لا تعطي الموافقة في هذه الحالة إلا بإحضار ''الكبد والكلى'' ليتم زرعهما لدى الطفلين، وهو ما تراه الأم بالمعجزة في ظل الظروف الاجتماعية التي تعيشها العائلة، لتختار هذه المرة صفحات جريدة ''الحوار''، تناشد من خلالها وزير التضامن مساعدتها بالتدخل لدى اللجنة من اجل إنقاذ طفليها وإنهاء معناتهما، لتستطيع إجابتهما بأن الدولة لن تتركهما يموتا بصمت.