دخل أزيد من 10 آلاف طبيب مقيم أمس في إضراب عن العمل عبر كافة مستشفيات الوطن، مطالبين بفتح باب الحوار مع الوزارة الوصية في أسرع وقت ممكن لإيجاد حل لوضعيتهم المهنية الغامضة وتحقيق مطالبهم البيداغوجية، محملين وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات مسؤولية تعفن الوضع في قطاع الصحة، حيث سيستمر الإضراب اليوم ليكلل بوقفة احتجاجية أمام مستشفى مصطفى باشا. وأوضح أمين عام نقابة الأطباء المقيمين أمين مازيت في تصريح ل"الشروق" أن نسبة الإضراب أمس وصلت ما بين 80 و100 بالمئة على مستوى كل مستشفيات الوطن، حيث أن الأطباء المقيمين لبوا النداء وتوقفوا عن العمل مع الالتزام بتقديم الخدمات الضرورية للمواطن في الاستعجالات والحالات الحرجة، مشيرا إلى أن مطالبهم بيداغوجية تتمثل في تحسين التكوين والذي اعتبره ضعيف جدا مقارنة بمستوى تكوين الأطباء في دول الجوار أو في أوروبا، وأضاف أمين مازيت بأن مستوى التكوين والتقييم في الجزائر جد ضعيف ما انعكس سلبا على مردودية الأطباء ونوعية الخدمات الصحية، وأكد أن الأطباء يرفضون سياسة التكوين العشوائي، ليقول: "يجب على المواطن أن يعلم بأن الأطباء يطالبون بمطالب لتحسين الخدمة الصحية ولخدمة المواطن أولا".
وندَد الأطباء المقيمون خلال إضرابهم أمس الذي كان متبوعا بوقفات سلمية في أماكن عملهم بالمستشفيات بإبقاء وزارة الصحة على إلزامية الخدمة المدنية التي تم فرضها منذ ثلاثين سنة على الأطباء المتخصصين الجدد، حيث يمضون من سنة إلى أربع سنوات في مناطق مفروضة عليهم، متسائلين عن سبب الإبقاء على هذه الخدمة المدنية التي تعتبر إجحافا في حق الطبيب الذي أفنى حياته في الدراسة. وأكد أمين عام النقابة الوطنية للأطباء المقيمين على أنه لم يكن هناك أي تجاوب من الوزارة الوصية لمطالبهم، ولم يتلقوا أي رد أو دعوة للحوار، رغم أن مطالبهم معقولة وترمي إلى إلزامية تحسين المستوى والتي تدخل في صلب مهام الأطباء، مشيرا إلى أنه سيتم عقد ندوة وطنية يوم الخميس للنظر في ما وراء الإضراب والخطوة التي سيتم اتخاذها في حال استمرار الوزارة في تجاهل مطالبهم.